আলা রহমান
له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون (266) يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا
حال كونه ( له فيها ) زيادة على النخيل والأعناب الذين تكون ثمراتهما فاكهة وغلة وقوتا ( من كل الثمرات ) التي يستغل ويتفكه بها ( و ) هو في زمان وحال يكون فيهما احرص ما يكون على هذه الجنة حيث انه ( أصابه الكبر ) والشيخوخة وانقطع عن الكسب وشب فيه الحرص ( وله ) زيادة على ذلك ( ذرية ضعفاء ) يحرص على الإنفاق عليهم وعلى توريثهم ( فأصابها ) أي تلك الجنة العزيزة ( إعصار فيه نار ) الاعصار ريح ترتفع بتراب فتلتف وتستدير وتقلع الشجر والنخل بقوتها ( فاحترقت ) تلك الجنة العزيزة بالنار وتلاشت بالاعصار. وإذا كان أحدكم لا يود ذلك بل هو عليه من أعظم المصائب فلما ذا يسلط نار المن والأذى في اعصار جهله ويحرق بها إنفاقه ويبطله مع ان الحاجة إلى ثمراته أشد من الحاجة إلى تلك الجنة من ذلك المحتاج ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) أي لغاية ان تتفكروا فتعرفوا رشدكم 266 ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ) بالتجارة ونحوها ( ومما أخرجنا لكم من الأرض ) من المعادن وبالزراعة والظاهر ان المراد مطلق الإنفاق في سبيل الله سواء كان في الزكاة أم في غيرها والمراد بالطيب هو غير الردي في ذاته او بحرمته كما فسر بالأمرين المذكورين في روايات الكافي عن أبي بصير عن الصادق (ع) وروايات العياشي عن عبد الله بن سنان وأبي بصير ورفاعة عن الصادق (ع) وعن زرارة وأبي الصباح عن الباقر (ع) ونحوها روايات الدر المنثور ومن ذلك يتأكد ظهور الآية في المعنى الأعم من الطيب بالحل والجودة او بالجودة المقابل للرداءة والخبث ( ولا تيمموا ) ولا تقصدوا ( الخبيث ) وتعدلوا اليه عن الطيب مع خبثه بالرداءة أو بالحرمة بالمعنى المقابل للطيب بالمعنى العام المتقدم ( منه تنفقون ) وتجعلون انفاقكم منه مع وجود الطيب واما من لم يعدل عن الطيب إلى الخبيث بل كان كل ماله رديا قبل منه في الزكاة وشكر على الإنفاق منه ( ولستم بآخذيه ) الواو للحال والجملة لرفع المغالطة في مصداق الخبيث أي انكم لا تأخذونه في حقوقكم وهداياكم وصلاتكم ( إلا ) ان تتنازلوا وتتساهلوا في
পৃষ্ঠা ২৩৬