সিরাজ মুনির
السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير
প্রকাশক
مطبعة بولاق (الأميرية)
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
জনগুলি
ولا ريب أنّ الشيطان يطلب السوء والفحشاء ممن يريد إغواءه ﴿و﴾ يأمركم أيضًا ﴿أن تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾ كتحليل المحرّمات وتحريم الطيبات واتخاذ الأنداد. وقوله تعالى:
﴿وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله﴾ من التوحيد وتحليل الطيبات متصل بما قبله وهو نازل في مشركي العرب وكفار قريش والضمير في لهم عائد على الناس المذكورين في قوله تعالى: ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا﴾ عدل عن الخطاب عنهم للنداء على ضلالتهم كأنه التفت إلى العقلاء وقال لهم: انظروا إلى هؤلاء الحمقى ماذا يجيبون وقيل: مستأنف والهاء والميم في لهم كناية عن غير مذكور.
روي عن ابن عباس أنه قال: دعا رسول الله ﷺ اليهود إلى الإسلام فقال رافع بن خارجة ومالك بن عوف: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿قالوا﴾ لا نتبعه ﴿بل نتبع ما ألفينا﴾ أي: وجدنا وأدركنا أو علمنا، وألفى تتعدّى إلى مفعولين وهما قوله ﴿عليه آباءنا﴾ من عبادة الأصنام وتحريم البحائر والسوائب، فإنهم كانوا خيرًا وأعلم منا قال الله تعالى: ﴿أولو كان﴾ أي: أيتبعونهم ولو كان ﴿آباؤهم لا يعقلون شيئًا﴾ أي: من أمر الدين لا شيئًا مطلقًا، فإنهم كانوا يعقلون أمر الدنيا، فلفظه عام ومعناه الخصوص ﴿ولا يهتدون﴾ أي: الحق والهمزة للإنكار والواو للحال أو العطف وجواب لو محذوف أي: لو كان آباؤهم جهلة لا يتفكرون في أمر الدين ولا يهتدون إلى الحق لاتبعوهم.
﴿ومثل﴾ أي: صفة ﴿الذين كفروا﴾ ومن يدعوهم إلى الهدى ﴿كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء﴾ أي: صوتًا ولا يفهم معناه والنعيق التصويت يقال: نعق المؤذن ونعق الراعي بالضأن قال الأخطل:
*فانعق بضأنك يا جرير فإنما ... منتك نفسك في الخلاء ضلالا*
وأمّا تعق الغراب فبالغين المعجمة والمعنى أنهم في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم تسمع صوت راعيها ولا تفهم. وقيل: معنى الآية مثل الذين كفروا في دعاء الأصنام التي لا تفقه ولا تعقل كمثل الناعق بالغنم ولا ينتفع من نعيقه بشيء غير أنه في عناء من الدعاء والنداء، كذلك الكافر ليس له من دعاء الآلهة إلا العناء والدعاء كما قال تعالى: ﴿وإن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم﴾ (فاطر، ١٤) ثم وصف ﷾ الكفار بصفات ذم فقال: ﴿صمّ﴾ أي: هم صم عن سماع الحق، تقول العرب لمن يسمع ولا يعقل ما يقال له إنه أصم ﴿بكم﴾ عن الخير لا يقولونه ﴿عمي﴾ عن الهدى لا يبصرونه ﴿فهم لا يعقلون﴾ الموعظة لإضلال نظرهم ﴿يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات﴾ أي: حلالات ﴿ما رزقناكم﴾ .
قال البيضاوي: واستعير الأمر لتزيينه ونعته لهم تسفيهًا لرأيهم وتحقيرًا لشأنهم انتهى.
قال شيخنا القاضي زكريا: ولا حاجة إلى صرف الأمر عن ظاهره؛ لأنّ حقيقته طلب الفعل ولا ريب أنّ الشيطان يطلب السوء والفحشاء ممن يريد إغواءه ﴿و﴾ يأمركم أيضًا ﴿أن تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾ كتحليل المحرّمات وتحريم الطيبات واتخاذ الأنداد. وقوله تعالى:
﴿وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله﴾ من التوحيد وتحليل الطيبات متصل بما قبله وهو نازل في مشركي العرب وكفار قريش والضمير في لهم عائد على الناس المذكورين في قوله تعالى: ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا﴾ عدل عن الخطاب عنهم للنداء على ضلالتهم كأنه التفت إلى العقلاء وقال لهم: انظروا إلى هؤلاء الحمقى ماذا يجيبون وقيل: مستأنف والهاء والميم في لهم كناية عن غير مذكور.
روي عن ابن عباس أنه قال: دعا رسول الله ﷺ اليهود إلى الإسلام فقال رافع بن خارجة ومالك بن عوف: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿قالوا﴾ لا نتبعه ﴿بل نتبع ما ألفينا﴾ أي: وجدنا وأدركنا أو علمنا، وألفى تتعدّى إلى مفعولين وهما قوله ﴿عليه آباءنا﴾ من عبادة الأصنام وتحريم البحائر والسوائب، فإنهم كانوا خيرًا وأعلم منا قال الله تعالى: ﴿أولو كان﴾ أي: أيتبعونهم ولو كان ﴿آباؤهم لا يعقلون شيئًا﴾ أي: من أمر الدين لا شيئًا مطلقًا، فإنهم كانوا يعقلون أمر الدنيا، فلفظه عام ومعناه الخصوص ﴿ولا يهتدون﴾ أي: الحق والهمزة للإنكار والواو للحال أو العطف وجواب لو محذوف أي: لو كان آباؤهم جهلة لا يتفكرون في أمر الدين ولا يهتدون إلى الحق لاتبعوهم.
﴿ومثل﴾ أي: صفة ﴿الذين كفروا﴾ ومن يدعوهم إلى الهدى ﴿كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء﴾ أي: صوتًا ولا يفهم معناه والنعيق التصويت يقال: نعق المؤذن ونعق الراعي بالضأن قال الأخطل:
*فانعق بضأنك يا جرير فإنما ... منتك نفسك في الخلاء ضلالا*
وأمّا تعق الغراب فبالغين المعجمة والمعنى أنهم في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم تسمع صوت راعيها ولا تفهم. وقيل: معنى الآية مثل الذين كفروا في دعاء الأصنام التي لا تفقه ولا تعقل كمثل الناعق بالغنم ولا ينتفع من نعيقه بشيء غير أنه في عناء من الدعاء والنداء، كذلك الكافر ليس له من دعاء الآلهة إلا العناء والدعاء كما قال تعالى: ﴿وإن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم﴾ (فاطر، ١٤) ثم وصف ﷾ الكفار بصفات ذم فقال: ﴿صمّ﴾ أي: هم صم عن سماع الحق، تقول العرب لمن يسمع ولا يعقل ما يقال له إنه أصم ﴿بكم﴾ عن الخير لا يقولونه ﴿عمي﴾ عن الهدى لا يبصرونه ﴿فهم لا يعقلون﴾ الموعظة لإضلال نظرهم ﴿يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات﴾ أي: حلالات ﴿ما رزقناكم﴾ .
روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: «يا أيها الناس إنّ الله طيب لا يقبل إلا طيبًا وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ﴿يأيها الرسل كلوا من الطيبات﴾ (المؤمنون، ٥١) وقال: ﴿يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم﴾» ثم ذكر الرجل يطيل السفر يمدّ يديه إلى السماء يا رب يا رب أشعث أغبر مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب لذلك؟» . ولما وسع الله تعالى الأمر على الناس كافة، وأباح لهم ما في الأرض سوى ما حرّم عليهم، أمر المؤمنين منهم أن يتحرّوا طيبات ما رزقوا ويقوموا بحقوقها فقال: ﴿واشكروا﴾ على ما رزقكم وأحل لكم ﴿إن كنتم إياه تعبدون﴾ أي: إن صح
1 / 112