সিরাজ মুনির
السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير
প্রকাশক
مطبعة بولاق (الأميرية)
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
জনগুলি
في قبلتنا ويدفع احتجاج المشركين بأنه يدّعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته، وقرأ ورش بإبدال الهمزة من لئلا ياء مفتوحة وقفًا ووصلًا وحمزة يبدلها وقفالًا وصلًا، والباقون بهمزة مفتوحة وصلًا ووقفًا وقوله تعالى: ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾ بدل واستثناء متصل أي: لئلا يكون لأحد من الناس حجة إلا المعاندين منهم، فإنهم يقولون ما تحول إلى الكعبة إلا ميلًا إلى دين قومه وحبه لبلده أو بدا له فرجع إلى دين آبائه ويوشك أن
يرجع إلى دينهم ﴿فلا تخشوهم﴾ أي: فلا تخافوا مطاعنتهم في قبلتكم، فإنهم لا يضرونكم ﴿واخشوني﴾ بامتثال أمري فلا تخالفوا ما أمرتكم به.
تنبيه: الياء هنا ثابتة في الرسم وهي في القراءة ثابتة وقفًا ووصلًا.
فإن قيل: أي حجة تكون لغير الذين ظلموا لو لم تحوّل حتى احترز من تلك الحجة ولم يبال بحجة المعاندين؟ أجيب: بأنهم كانوا يقولون: ما له لا يحوّل إلى قبلة أبيه إبراهيم كما هو مذكور في نعته في التوراة.
فإن قيل: كيف أطلق الحجة على قول المعاندين؟ أجيب: بأنّ المراد بالحجة ما يتمسك به حقًا كان أو باطلًا كما قال تعالى: ﴿حجتهم داحضة﴾ (الشورى، ١٦) وقوله تعالى: ﴿ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون﴾ أي: إلى الحق علة لمحذوف أي: وأمرتكم بذلك لإتمامي النعمة عليكم وإرادتي اهتداءكم أو عطف على علة مقدرة كأنه قيل: واخشوني لأوفقكم ولأتم نعمتي عليكم، قال «الكشاف»: وقيل: هو معطوف على لئلا يكون، وجرى عليه البيضاوي والسيوطي. قال البيضاويّ: تبعًا «للكشاف» وفي الحديث «تمام النعمة دخول الجنة» أي: ورؤية الله تعالى وعن علي رضي الله تعالى عنه تمام النعمة الموت على الاسلام، قال شيخنا القاضي زكريا: روى الحديث الترمذيّ وذكره مع الأثر بعده ربما يرجح العطف على المقدر.
وقوله تعالى: ﴿كما أرسلنا﴾ إما متعلق بما قبله وهو أتم أي: ولأتم نعمتي عليكم في أمر القبلة أو في أمر الآخرة إتمامًا كإتمامها بإرسالنا ﴿فيكم رسولًا منكم﴾ وهو محمد ﷺ وإما متعلق بما بعده وهو فاذكروني أذكركم أي: كما ذكرتكم بالإرسال فاذكروني ﴿يتلو عليكم آياتنا﴾ أي: القرآن ﴿ويزكيكم﴾ أي: يطهركم من الشرك ﴿ويعلمكم الكتاب﴾ أي: القرآن ﴿والحكمة﴾ أي: ما فيه الأحكام.
تنبيه: قدم هنا يزكيكم على يعلمكم باعتبار القصة وأخر في دعوة إبراهيم يزكيكم على يعلمكم باعتبار الفعل ﴿ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون﴾ أي: بالتفكر والنظر إذ لا طريق لمعرفته سوى الوحي.
﴿فاذكروني﴾ بالطاعة كالصلاة والتسبيح ﴿أذكركم﴾ قال ابن عباس: بمعونتي، وقال سعيد بن جبير: بمغفرتي وقيل: اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدّة والبلاء كما قال تعالى: ﴿فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون﴾ (الصافات، ١٤٤) . وفي الحديث عن الله تعالى: «أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه، وإن تقرب إليّ شبرًا تقرّبت إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليّ ذراعًا تقرّبت منه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» . وفي رواية أنّ رسول الله ﷺ قال: إنّ الله تعالى يقول: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منه، وإن دنوت مني شبرًا دنوت منك ذراعًا، وإن دنوت مني ذراعًا دنوت منك باعًا، وإن مشيت إليّ هرولت إليك، وإن سألتني أعطيتك، وإن لم تسألني غضبت عليك» . وفي رواية أنّ رسول الله ﷺ قال:
1 / 104