السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي
السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي
প্রকাশক
دَارُ العَاصِمَة للنشر والتوزيع
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
سلسلَةُ تَقريبِ رِوَاةِ السُّنَّةِ بَينَ يَدَي الأُمَّةِ
المجمُوَعة الأولى: (إِعلَام الثّقَاتِ بتَرَاجِمِ المَشْيَخَاتِ) (٢)
السَّلسَبِيلُ النَّقِي في تَرَاجِمِ شيُوخ البَيِهَقِيّ
تأليف
أبي الطَّيِّب نَايف بن صَلَاح بن علي المَنصُوري
قَدَّمَ لَهُ
فَضيلَةُ الشَّيخ الأستَاذ الدكتور أحمَد معَبَد عَبْد الكَريِم
وَقَدَّمَ له وَلخَّصَ أحْكَامَه
فَضِيلَة الشَّيخ أَبُو الحسن مُصطَفَي بن إِسمَاعِيل السُّلَيمَاني
دَارُ العَاصِمَة
للنشر والتوزيع
1 / 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
السَّلسَبِيلُ النَّقِي في تَرَاجِمِ شيُوخ البَيِهَقِيِّ
1 / 3
ح دار العاصمة للنشر والتوزيع، ١٤٣١ هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
المنصوري، نايف صلاح علي
السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيقهي./ نايف صلاح علي
المنصوري.- الرياض، ١٤٣١ هـ
٧٣٤ ص،١٧ × ٢٤ سم
ردمك ٩ - ٢٠ - ٨٠٥٧ - ٦٠٣ - ٩٧٨
١ - البيهقي، أحمد بن الحسين. ت ٤٥٨ هـ ٢ - الحديث تراجم الرواة
أ- العنوان
ديوي ٦، ٢٣٤ - ٢٧١٤/ ١٤٣١
رقم الإيداع: ٢٧١٤/ ١٤١٣
ردمك: ٩ - ٢٠ - ٨٠٥٧ - ٦٠٣ - ٩٧٨
جَمِيعُ الحُقُوق محَفُوظَةٌ
الطبعَةُ الأولى
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
دار العاصمة
المملكة العربية السعودية
الرياض - ص ب: ٤٢٥٠٧ - الرمز البريدي: ١١٥٥١
المركز الرئيسي: شارع السويدي العام
هاتف: ٤٤٩٧٢٢٤ / فاكس: ٤٤٩٧٢٢٥
1 / 4
تقديم فضيلة الأستاذ الكبير أحمد مِعْبَد عبد الكريم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن معرفة رجال الأسانيد وأحوالهم، جرحًا وتعديلًا، من أهم ركائز معرفة درجات مروياتهم قبولًا أو ردًّا.
وقد وفق الله ﷿ كثيرًا من أهل الحديث الذين تأخرت وفاتهم عن سنة ٣٠٠ هـ للالتزام بالرواية بأسانيدهم لما يوردونه في مؤلفاتهم، عن شيوخهم فمن فوقهم في الإسناد، إلى الرسول ﷺ فمن دونه من صحابة أو تابعين أو من دونهم.
ومع التزام هؤلاء بالرواية بالإسناد هكذا، إلا أنهم لم يلتزموا دائمًا ببيان درجات جميع مروياتهم هذه، من الصحة وغيرها.
ثم هيأ الله ﷿ للسنة النبوية وعلومها في الآونة الأخيرة، من يحرص على إحياء نصوصها، بالتحقيق والتخريج، وتمييز الصحيح من غيره، ولا سيما ما لم تُبين درجته في مصدره الأصلي، وهو كثير، مع مسيس الحاجة إلى ذلك.
لكن توقف الجميع حائرين أمام عدد غير قليل من رجال الأسانيد المتأخرين عن سنة ٣٠٠ هـ؛ لأن التواريخ التي عنيت بتراجم هؤلاء
1 / 5
المتأخرين قد فقد الكثير منها كليًا، أو فقد بعضه، وتفرق البعض الآخر في بطون مؤلفاقط أخرى، بحسب ما أتيح لكل مؤلف الحصول عليه من تلك التواريخ، رغم الشتات، والضياع، والحرق، والغرق، الذي تعرض له التراث الإِسلامي، كما هو معروف لأهل العلم والاختصاص.
وأذكر أنني أول ما سجلت رسالتي العالمية (الدكتوراة) عام ١٩٧١ م كانت بعنوان: "منهج الإِمام البيهقي في السنن الكبرى، مقارنًا بالسنن الأربعة"، وعملت في جمع المادة العلمية لذلك وتنسيقها لمدة عام كامل، فلما أردت الدخول في فحص أسانيد البيهقي في "السنن"، استعصى الأمر عليَّ بسبب مصادر تراجم شيوخ الإِمام البيهقي وشيوخ شيوخه، وذهبت إلى الشيخ الحافظ التيجاني ﵀ في مقره بحي الغورية بالأزهر لمشورته في الأمر، وبمجرد أن ذكرت له عنوان الموضوع، قال لي: إنه موضوع جيد؛ لكن الوقوف على تراجم شيوخ البيهقي وشيوخ شيوخمه، أمر عسير الآن، فخرجت من عنده، وقررت تغيير الموضوع إلى "الحافظ العراقي وأثره في السنة"، لكَن الله تعالي هيأ عزائم كثيرين غيري من أفاضل شيوخي، وأهل عصري، لجمع ما أمكنهم من تراجم رجال ونساء هذه الأسانيد المتأخرة، وبيان ما تيسر من أحوالهم:
وأذكر الآن أنه عندما كنت أدرِّس مادتي التخريج ودراسة الأسانيد في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض، منذ أكثر من عشرين سنة، اقترح أعضاء القسم أن يكون من ضمن النشاط الطلابي، جمع رجال "سنن الدارقطني" المتوفى سنة ٣٨٥ هـ غير المترجمين في "تهذيب التهذيب"،
1 / 6
والترجمة لكل منهم، وقام الطلاب فعلًا بخطوات عملية في ذلك، وعُمِلَتْ مئات البطاقات ودون في كل منها ترجمته للراوي المطلوب، بما في ذلك شيوخ الإِمام الدارقطني، وذلك من خلال المصادر التي كانت متاحة آنذاك من المطبوع، ولكن توقف العمل -للأسف- قبل أن يتم، ولم يخرج المنجز منه إلى النور.
لكن بقيت الفكرة لها أهميتها والحاجة إليها ماثلة في أذهان الكثيرين، وكان شيخنا الشيخ حماد بن محمَّد الأنصاري الأستاذ بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة ﵀ أول من أخرج الفكرة إلى حيز التنفيذ -حسب علمي- فألف كتابه المعروف في شيوخ الإِمام الطبراني المتوفى سنة ٣٦٠هـ وسماه "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني"، وطبع الكتاب لأول مرة سنة ١٤١٥هـ وبلغ عدد من تُرجم لهم فيه (٧٠٤) تراجم من الرجال والنساء.
ومع أن الشيخ لم يستوعب كل شيوخ الطبراني، ولا ادعى ذلك، إلا أن ما فاته قليل بالنسبة إلى ما ذكره، كما سيأتي، ويكفيه حيازة السبق الفعلي لتنفيذ الفكرة، ثم تتابعت الجهود العلمية من بعده، فعمل أحد طلابي بقسم السنة بكلية أصول الدين بالرياض، وهو الأخ الدكتور/ عبد الرحمن الخميسي، رسالته للعالمية (الدكتوراة) بعنوان: "زوائد رواة البيهقي في السنن الكبرى، على رواة الكتب العشرة، جمعًا ودراسة، من أول الكتاب إلى آخر باب الترغيب في الأذان، من كتاب الصلاة" سنة ١٤١٥هـ ولم تطبع هذه الرسالة حتى الآن -حسب علمي-، ولم يتقدم أحد بعد الدكتور
1 / 7
الخميسي لإكمال الموضوع. ثم أصدر فضيلة الشيخ/ مقبل الوادعي ﵀ كتاب "رجال الحاكم في المستدرك" مما ليس في "تهذيب التهذيب"، وقد طبع في مجلدين، ثم أصدر الشيخ مقبل -أيضًا- مع بعض معاونيه كتاب "رجال الدارقطني"، وقد طبع في مجلد
ثم جاء في الأخ (شادي) أحد الطلاب الوافدين للدراسة في كلية أصول الدين بالمنصورة، وهو من المجدين في التحصيل العلمي، وعرض عليَّ مؤلَّفُ لم يكن مطبوعًا في شيوخ الإِمام ابن حبان، وطلب مني تقديمه، وبعد اطلاعي على مقدمة الكتاب ونماذج من تراجمه، أشرت عليه ببعض الأمور اليسيرة، ولعل الكتاب يطبع قريبًا -إن شاء الله-.
أما مؤلف هذا الكتاب، وهو الأخ الشيخ/ نايف المنصوري، فله في هذا الباب نتاج متعدد، حيث طبع له كتاب "إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني" في مجلد.
وقد زاد فيه على ما في كتاب شيخنا الشيخ حماد ﵀ زيادات، أبْرَزُها أنه زاد على ما ذكره شيخنا أكثر من ثلاثمائة ترجمته.
ثم أرسل الأخ نايف إليَّ مشكورًا - ثلاثة مؤلفات أخرى له هي: "الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني"، وأفاد في مؤخرًا أنه طبع، وكتاب "الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم" صاحب "المستدرك"، وليس مطبوعًا، ثم هذا الكتاب وهو "السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي" المتوفي سنة ٤٥٨ هـ وقد طلب مني كتابة تقديم لهذا الكتاب، فكتبت هذه السطور، تلبية لطلبه، وتقديرًا لجهوده هذه
1 / 8
المتواصلة، والتي سيكون لنشرها مطبوعًا نفع عام -إن شاء الله-، للباحثين والدارسين لعلوم السنة النبوية، وبخاصة دراسة الأسانيد المتأخرة بعد سنة ٣٠٠ هـ، كما قدمت.
وقد حظيت مؤلفاته السابقة بتقديم، ومراجعة، وتتميم كوكبة من أفاضل إخواني العلماء، وفي كل منهم الكفاية وزيادة، كما أن ما اطلعت عليه تفصيلًا من مؤلفاته السابق ذكرها، ومن كتاب "السلسبيل النقي" هذا، مما يشهد بالجهد المشكور للمؤلف في الحرص على التتبع والاستقصاء غاية وسعيه، وتنسيق ما توافر له من المواد العلمية في كل تر جمة، مع بيان الوقوف على ما قرر غيره أنه لم يجده، وتصويب ما وهم فيه غيره، وتمييز ما اشتبه على غيره، مع التسليم بأن مثل هذا لا يسلم منه أي جهد بشري، بما في ذلك جهد المؤلف نفسه، والكمال لله وحده.
كما لاحظت أن من لم يجد لهم تراجم في المصادر المتاحة له، أقل بكثير ممن ترجم لهم، وأن ممن لم يجدهم، من التمس لهم من القرائن والوسائل ما يرفع جهالتهم عينًا، بتعدد الرواة عنهم، أو حالًا بذكر ما وده من التعديل الفعلي بالتصحيح أو التحسين لبعض مروياتهم، أو وصف أحد الأسانيد المذكورين فيها بأن رجاله ثقات.
وهذا صنيع مفيد قد لا يلتفت إليه بعض المشتغلين بدراسة الأسانيد، وتحديد أحوال الرواة، وبخاصة المتأخرين عن سنة ٣٠٠ هـ، رغم أن هذا متفق مع القواعد النقدية لبيان أحوال الرواة. وقد سبق للمؤلف مثل هذا الصنيع في مؤلفاته الأخرى التي حظيت بتقديم وثناء إخواني العلماء الذين
1 / 9
لهم مكانتهم العلمية وخبرتهم المتميزة - كما لا يخفى.
وقد أشرت على فضيلة المؤلف ببعض الأمور اليسيرة في ورقة منفصلة، بما يجعل عمله أكمل، وأكثر فائدة -إن شاء الله-، وأسأل الله تعالي لي وله ولإخواننا في العلم مزيدًا من التوفيق والسداد .. آمين.
وكتب الفقير إلى الله:
أحمد معبد عبد الكريم
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
وبجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية (سابقًا)
في ٢٦ شعبان ١٤٢٨ هـ.
1 / 10
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تقديم فضيلة الشيخ الوالد أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فهذا الإصدار الرابع بتوفيق الله ﷿ من هذه السلسلة المباركة: (سلسلة تقريب رواة السنة بين يدي الأمة) لأخينا المبارك/ أبي الطيب نايف بن صلاح المنصوري -حفظه الله تعالي-، وهذا الإصدار تحت عنوان: "السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي"، وكما سبق التنبيه في الإصدارات السابقة على أن الجهد المبذول في هذه السلسلة جهد لا يقدر قدره إلا من كان من أهل هذا الشأن، والحمد لله الذي أبقى هذه الهمم والعزائم في هذه الأمة المباركة، حتى تخدم دينها وتراثها، وتقرب ما بعد من الخير، وتدك صخور الطريق المعثرة للسير، وتطوي الطريق طيًا، أمام طلاب هذا العلم الشريف، وقد قمت بتلخيص ما أورده المؤلف في الترجمة، وحكمت على المترجم له بحكم مختصر، يوضح مكانته ورتبة حديثه، كما سبق في الإصدارات التي قبل هذا، وقد امتاز هذا الإصدار على غيره مما صدر من هذه السلسلة -وفي كلٍ خير- بعدة مميزات منها:
أ - أن المؤلف ذكر في مقدمته ترجمته ضافية للإمام البيهقي ﵀، قسمها إلى فصول وأبواب في أكثر من مائة ورقة، وأسماها: (معارج الرقي في ترجمة البيهقي)، وبهذا تكون هذه المقدمة مرجعًا حافلًا للباحثين في ترجمة هذا العالم الفذ.
1 / 11
ب - حرص المؤلف -حفظه الله- على استيعاب شيوخ وتلامذة المترجم له من شيوخ البيهقي، مع مراعاة ترتيبهم على حروف المعجم، ليسهل البحث عن أحدهم كما لا يخفى.
ج - كما اعتنى المؤلف بضبط أسماء البلدان، وموقعها الجغرافي في هذه الأزمان، فكشف بذلك عن أمر مبهم، وسبيل معتم أمام الطالب، ولا شك أن معرفة بلد الراوي لها فائدة عند المحدثين والناظرين في كلام أئمة الجرح والتعديل.
د - كما اعتنى المؤلف بذكر أسماء الكتب التي أخرج البيهقي للمترجم له فيها، وذلك عندما يذكر المؤلف أسماء تلامذة الراوي.
هـ - كما اهتم بنقل بعض الحكايات والأشعار في الترجمة، ليروح على الناظر في كتابه وليعرف بشيء من أحوال المترجم له من خلال كلماته وأشعاره، هذا وقدر نفع الله ﷿ بمؤلفات أخينا أبي الطيب طيَّب الله ذكره، وأسأل الله أن ينفع بهذا وغيره من نتاجه العلمي الرائع الفريد، وأن يقينا وإياه مصارع السوء والهلكة، وأن يختم للجميع بالحسنى.
إنه جواد كريم،،،
وصلى الله على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم،،،
كتبه:
أبو الحسن السليماني
١/ ربيع أول/ ١٤٣٠ هـ
1 / 12
كلمة شكر
عملًا بحديث رسول الله ﷺ الّذي أخرجه أبو داود في سننه (٢/ ٢٩٥) (١) عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا: "لا يشكر الله من لا يشكر النَّاس" فإني أشكر الله ﷿ على ما أسبغ وأنعم علي من آلاء عظيمة، فله الحمد أوَّلًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، ولا يفوتني أنّ أقدم الشكر الجزيل لشيخنا المفضال وأستاذنا الكبير المبجل فضيلة الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم، على ما تفضل به علي من وقت وجهد رغم كثرة مشاغله وارتباطاته العلمية، وعلى ما أبداه لي من نصح وإفادة وتوجيه وإشارة، فجزاه الله عني خير الجزاء، ونفع به وبعلمه، وبارك فيه وفي ماله وأهله وأولاده، إنّه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أني أيضًا أكرر شكري وتقديري لوالدي وشيخي المبارك أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني، -حفظه الله تعالى-، على جهوده المتواصلة، ونصحه وتوجيهه الدؤوب، تجاه هذه السلسلة المباركة (سلسلة تقريب رواة السُّنَّة بين يدي الأُمَّة)، وغير ذلك، فكم له علي من إحسان وإفضال، وإكرام وإنعام، فما أنا وكثير من إخواني إِلَّا حسنة من حسناته، فالله أسأل أنّ يرفع قدره في الدَّارين، وأن يلبسه لباس الصِّحَّة والعافية المتكاملين، وأن يبارك لنا فيه، ويحفظه وأهله وأولاده وماله بحفظه الّذي لا يرام، ويكلؤه بعينه الّتي لا تنام، آمين آمين، والحمد لله رب العالمين.
_________
(١) انظر الصحيحة رقم (٤١٦)
1 / 13
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إِلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١].
أمّا بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمَّد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وبعد: فهذه هي المجموعة الرّابعة من "سلسلة تقريب رواة السُّنَّة بين يدي الأُمَّة"، يسعدني ويسرني أنّ أقدمها لإخواني الأفاضل الأماثل من محبي العلم الشريف، والباحثين عن رواة الحديث.
وليس من الخفي -كما يقول الإمام النووي-: لا إنَّ من أَهمِّ أنواع العلّوم معرفة علم الأسانيد: أعني معرفة حال رواتها، وصفاتهم المعتبرة، وضبط أنسابهم، ومواليدهم، ووفياتهم، وجرحهم، وتعديلهم، وغير ذلك من
1 / 15
الصفات" (١).
ويقول الإمام أبو بكر محمَّد بن محمَّد بن علي خميس في مقدمة كتابه "تاريخ مالقة": "إنَّ أحسن ما يجب أنّ يُعْتنى به، وُيلَمُّ بجانبه، بعد الكتاب والسُّنَّة معرفة الأخبار، وتقييد المناقب والآثار، ففيها تذكرة بتقلب الدهر بأبنائه، وإعلام بما طرأ في سالف الأزمان من عجائبه وأبنائه، وتنبيه على أهل العلم الذين يجب أنّ تُتبع آثارهم، وتُدَوَّن مناقبهم وأخبارهم، ليكونوا كأنّهم ماثلون بين عينيك مع الرجال، ومتصرفون ومخاطبون لك في كلّ حال، ومعروفون بما هم به متصفون، فيتلو سُوْرهم من لم يعاين صورهم، ويشاهد محاسنهم من لم يعطه السِّن أنّ يعاينهم، فيعرف بذلك مراتبهم ومناصبهم، ويعلم المتصرف منهم في المنقول والمفهوم، والمتميز في المحسوس والمرسوم، ويتحقق منهم من كَسَته الآداب حُليّها، وأرضعته الرياسة ثديها، فيجِدَّ في الطلب ليلحق بهم، ويتمسك بسببهم (٢).
ويقول العلّامة المعلمي: إنَّ معرفة أحوال الرجال هي نفسُها من أَهمِّ فروع التاريخ (٣).
فمشاركة في تقريب حملة هذا العلم، وبيان مناقبهم ومآثرهم السامية، فإني قد جمعت في هذه المجموعة -الّتي أسميتها "السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البَيْهقي "- مشيخة أحد شيوخ الإسلام، وأئمته الأعلام،
_________
(١) "ما تمس إليه حاجة القاري" ص (١٦).
(٢) "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التارريخ" ص (٤٩).
(٣) "علم الرجال وأهميته" ص (١٧).
1 / 16
الجامعين بين علم الحديث والأحكام، أعني ذاك العلم الشامخ الهمام؛ أبا بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي الحافظ الإمام، قمت بجمع ذلك من كتبه المطبوعة الّتي بلغت سبعةً وعشرين مصنِّفًا مُوثقًا ذلك بالعزو إليها عند ذكري له، وفي أول مصادر التّرجمة، فإن لم أجده فيها ونص إمام على روايته عنه ذكرته؛ مع بيان ذلك عند ذكرى له، والعهدة في ذلك على من نصّ على ذلك، ومصنفاته المطبوعة الّتي وقفت عليها هي:
"السنن الكبرى" الطبعة الحجرية، و"السنن الصغرى" مع شرح الأعظمي مكتبة الرشد، و"الجامع لشعب الإيمان" مكتبة الرشد، و"مناقب الشّافعيّ" دار التراث القاهرة، و"معرفة السنن والآثار" دار الكتب العلمية، و"الزهد الكبير" مؤسسة الكتب الثقافية، و"القضاء والقدر" مكتبة الرشد، و"الاعتقاد" دار الفضيلة، و"الأسماء والصفات" مكتبة السوادي للتوزيع، و"فضائل الأوقات" مكتبة المنارة، و"الآداب" مؤسسة الكتب الثقافية، و"بيان خطأ من أخطأ على الشّافعيّ" مؤسسة الرسالة، و"الخلافيات" دار الصميعي، و"دلائل النبوة" دار الكتب العلمية، و"المدخل إلى السنن" أضواء السلف، و"إثبات عذاب القبر" مكتبة التراث الإِسلامي، و"المدخل إلى دلائل النبوة" مطبوع ضمن "الدلائل"، و"البعث والنشور" مؤسسة الكتب الثقافية، و"القراءة خلف الإمام" دار الكتب العلمية، و"أحكام القرآن" دار إحياء العلوم، و"الدعوات الكبير" منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق، و"رسالة إلى أبي محمَّد الجويني"، و"رسالة إلى عميد الملك" وهما ضمن ترجمته من "طبقات الشّافعيّة الكبرى"، والأولى طبعت مستقلة، بتحقيق أبي عبيد الله فراس بن خليل مشعل، الناشر: دار
1 / 17
البشائر الإِسلامية، بيروت- سنة ١٤٢٨هـ، و"حياة الأنبياء في قبورهم" مكتبة العلّوم والحكم، و"جز الجويباري في مسائل عبد الله بن سلام" ضمن أجزاء حديثية تحقيق مشهور، و"الرَّدِّ على الانتقاد على الشّافعيّة في اللُّغة"، دار البخاريّ للنشر والتوزيع، بريدة.
وقد ذكرت بين يدي هذه المجموعة من هذه السلسلة المباركة -إن شاء الله تعالي- ترجمته موسعة (١) لصاحب "المشيخة" أبي بكر البَيْهقي -رحمه الله تعالى- اشتملت على ثلاثة فصول:
الفصل الأوّل: سيرته العلّمية، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأوّل: هويته.
_________
(١) وقد أشار على بعض إخواني به. فرادها في رسالة مستقلة، وقد كنت استحسنت ذلك، وأسميتها "معارج الرقي في ترجمته البَيْهَقِيِّ"، ثمّ رأيت أنّ ذكرها في مقدمة هذا "المعجم" أنسب، ومعرفة ما فيها فيه أوفق، لما تضمنته من بيان لمنزلة هذا الإمام، الّذي جُمِعَ له في عصره أئمة الإسلام، فتنور بعلومهم، واستضاء بفهومهم، واتبع رسومهم، حتّى صار علمًا يقتدي به، وإمامًا يرجع إليه، فرحمه الله ورضي عنه.
تنبيه ذكر العلّامة السخاوي في كتابه "وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام" (٣/ ١١٩٧) أنّ له مصنفًا في ترجمة البَيْهقي بعنوان: "القول المُرْتقي في ترجمة البَيْهقي"، وقد أشار إليه -أيضًا - في "إرشاد الغاوي"، و"الضوء اللامع"، فقال في "إرشاد الغاوي": منها الجزء الّذي أفردته في ترجمته البَيْهقي. وفي موضع آخر قال: كترجمة البَيْهقي الّتي أفردتها بالتأليف. وذكره إسماعيل الباشا، والكتاني. انظر: "فهرس الفهارس" (٢/ ٩٩٠)، و"إيضاح المكنون" (٢/ ٢٥٣)، و"الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه" ص (٣٠٦).
وللدكتور نجم عبد الرّحمن خلق رسالة بعنوان: "الإمام البيهقي شيخ الفقه والحديث وصاحب السنن الكبرى" استلها من كتابه "الصناعة الحديثية"، وقد طبعت في دار القلم، دمشق سنة ١٤١٤هـ.
1 / 18
١ - اسمه ونسبه.
٢ - كنيته.
٣ - لقبه.
٤ - نسبته.
٥ - ولادته.
٦ - أسرته.
٧ - طبقته.
٨ - تاريخ وفاته، ومكأنّها.
٩ - رثاؤه.
المبحث الثّاني: بعض أخلاقه وسجاياه:
١ - عبادته وزهده وورعه وتقواه.
٢ - ذكاؤه وحفظه وإتقانه.
٣ - بعض أشعاره.
٤ - رؤيته رب العزة ﷿ في. النوم.
المبحث الثّالث: مذهبه الاعتقادي والفقهي:
١ - مذهبه الاعتقادي.
٢ - مذهبه الفقهي.
* سبب اختياره لمذهب الشّافعيّ.
* خدمته لمذهب الشّافعيّ ونصرته له.
* أول من جمع نصوص الشّافعيّ.
الفصل الثّاني: سيرته العلمية، وفيه خمسة مباحث:
1 / 19
المبحث الأوّل: بداية طلحة للعلم وسماعه الحديث.
المبحث الثّاني: نشأته العلمية.
المبحث الثّالث: رحلاته.
(١) رحلته إلى بلاد خراسان.
(أ) نيسابور.
(ب) طوس.
(ج) الدامغان.
(د) إسفرايين.
(٢) رحلته إلى العراق.
(٣) رحلته الأولى إلى الحجاز.
(٤) رحلته الثّانية إلى الحجاز، والعراق.
(٥) رحلته إلى بلاد الجبال، ويقال: الجبل.
(أ) همذان.
(ب) أسداباذ.
(ج) قِرْمِيْسِيْن.
(د) ساوة.
(هـ) الرَّي.
المبحث الرّابع: شيوخه، وفيه فوائد:
الفائد؛ الأولى: فيما يتعلّق بذكر ما قيل في عددهم.
الفائد؛ الثّانية: فيما يتعلّق بذكر من أفردهم أو ترجم لهم.
الفائد؛ الثّالثة: في ذكر أبرز المؤثرين من شيوخه في مجرى حياته
1 / 20
وتكوينه العلّمي.
الفائدةُ الرّابعة: في ذكر أكبر شيوخه.
الفائدةُ الخامسة: في ذكر الشيوخ الذين روى عنهم الحاكم والبَيْهقي معًا.
الفائدةُ السّادسة: في ذكر بعض مصنفات الحديث الّتي لم تقع له.
المبحث الخامس: تلاميذه:
الفصل الثّالث: علومه وآثاره العلمية ومكانته بين العلماء، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأوّل: نبذة عن بعض العلوم الّتي برز فيها.
المبحث الثّاني: آثاره ومصنفاته:
(١) بداية تصنيفه.
(٢) مكانته في التنصنيف.
(٣) عدد مصنفاته.
(٤) تنافس العلماء وطلبة العلم على تحصيل كتبه وسماعها.
(٥) شرطه في مصنفاته.
(٦) مسرد عام بمصنفاته.
المبحث الثّالث: مكانته بين العلماء.
المبحث الرّابع: موقعه بين أئمة الجرح والتعديل.
وأمّا منهجي في هذه المجموعة فقد رتبتها على حروف المعجم، وسلكت في ذلك ما سلكته في المجموعة السابقة المتعلّقة بشيوخ أبي عبد الله الحاكم، المسماه ب "الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم"، وأنبه هنا على أمور:
1 / 21