123

Al-Sahib and Caliph Abu Bakr Al-Siddiq

الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق

জনগুলি

اختيار الله ﷿ لصحابة نبيه ﷺ
الدرس الخامس: هو أن الله ﷿ كما اختار نبيه محمد ﷺ للرسالة فقد اختار هذا الجيل الذي عاصره للصحبة، وعلى قدر هذا الاصطفاء الجليل يجب أن يكون تقديرنا لهذا الجيل، وليس أبدًا كما يقول بعض من قل أدبهم وانعدم حياؤهم: هم رجال ونحن رجال! فهم جيل اختاره الله لحمل الأمانة ولتوصيل الرسالة، ولتعليم الأمة ولنشر الدين، فكما اختار الله ﷿ جبريل ﵇ لينزل بالرسالة على محمد ﷺ، واختار الرسول ﷺ ليبلغ الناس بما أراده الله فإنه اختار هؤلاء الأصحاب لكي يسمعوا ويفهموا ويستوعبوا ويتحركوا بهذه الكلمات وهذه الأفعال التي نقلوها عن الرسول الكريم ﷺ، فخرج هذا الجيل كأرقى ما تكون الأجيال، وصُنع هذا الجيل على عين الله ﷿، فهم ليسوا كغيرهم من البشر.
روى البخاري ومسلم عن عمران بن حصين ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
وروى البخاري ومسلم وأحمد عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده! لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) والمد: ملء الكفين، فلو أن أحدنا ينفق مثل جبل أحد من الذهب فإنه لا يساوي إنفاق أحد الصحابة مثل ملء الكفين فقط، هذا قدرهم وهذه مكانتهم.
وقال الله تعالى في حقهم: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:١٠٠].
وطبعًا ليس من المعقول أننا في هذه العجالة سنوفي حق الصحابة، ولكن إن شاء الله أننا سنخصص محاضرة كاملة في ذكر فضل الصحابة، وسنذكرها في مجموعة الفتنة الكبرى بإذن الله، وأسأل الله ﷿ أن يعيننا على ذلك.

12 / 10