44

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

প্রকাশক

دار عالم الكتب

প্রকাশনার বছর

১৪১৭ AH

প্রকাশনার স্থান

الرياض

المبحث الأول: طبيعة هذا الفقه:

سبق الحديث عن رحلته الأولى للعراق وأنه أتاها مجبراً لوشاية أنيطت به في دعمه لعلويين، وأفاده الله ولم يخيب مسعاه فتتلمذ على صاحب أبي حنيفة محمد بن الحسن الشيباني، وفهم فقه أهل العراق المبني على الرأي والقياس في الجملة، أما هذه الرحلة فقد جاء فيها إلى العراق مختاراً، ومع قصرها إلا أنها كانت من أحدى رحلاته وأنفعها وأخصبها.

يقول الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله: "وكان قدوم الشافعي بغداد سنة ١٩٥، وكانت إقامته فيها نحو ثلاث سنوات هي الدور الثاني من أدوار إجتهاده، وفيها أخذ يستعرض آراء الفقهاء الذين عاصروه وتبعوه بل آراء الصحابة والتابعين، يعرضها على ما وصل إليه من أصول كلية، ويرجح بينها على مقتضى هذه الأصول، ثم يدلي بآرائه التي يراها تنطبق على أصوله فهو يستعرض خلاف بعض الصحابة وسببه، كخلاف علي وإبن مسعود، وإبن عباس، وزيد بن ثابت ويستعرض خلاف أبي حنيفة وأبي ليلى برواية أبي يوسف، ويسمى ذلك اختلاف العراقيين ثم يستعرض الآراء المختلفة ويطبقها على ما انتهى إليه من أصول، ويختار من بينها ما يراه أقرب لأصوله، أو يخرج عنها جميعاً برأي جديد إن لم يجد واحداً منها ينطبق على هذه الأصول وكان ثمة مسوغ لردها جميعاً" (١).

إذاً هذه المرة الثانية التي يدخل فيها الشافعي رحمه الله بغداد مدينة العلم والعلماء، وكان ذلك في سنة خمس وتسعين ومائة، يروي ذلك البيهقي

(١) الشافعي، ص ١٢٨.

39