Al-Musarahah fi Ahkam al-Musafahah
المصارحة في أحكام المصافحة
প্রকাশক
المكتبة الرقمية في المدينة المنورة
জনগুলি
وهذا كله بمراعاة أنه إذا كان المقصود بالمصافحة باليديْن إلصاق صفح كف اليمنى بصفح كف اليمنى من المصافح، وإلصاق صفح كفّ اليسرى بصفح كفّ اليسرى - يعني: بالعكس في الهيئة بين المتصافحيْن، على صورة المقراض، يعني المقصّ -، فهذا لا يصحّ لأنه على هذه الحالة يكون هناك مصافحتان، ونحن مأمورون بمصافحة واحدة لا بمصافحتيْن، فضلًا عن أنّ هذا لا يتحقّق معه الغرض من المصافحة عند اللقاء.
ومن الجدير بالتنبيه عليه هنا أيضًا: أنه يُستحبّ ألا يَنزع المصافِح يدَه من يد صاحبه حتى ينزع هو - يعني: المصافَح -. ودليل ذلك: ما رواه أنس بن مالك١ ﵁ "أنّ النبي ﷺ كان إذا لقيَه أحد من الصحابة فقام معه، قام معه - يعني: واقفًا - فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه. وإذا لقيَه أحد من
_________
١ أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام، أبو حمزة الأنصاري. كان مولده بالمدينة في السنة العاشرة قبل الهجرة، وأسلم صغيرًا، وخدم النبي ﷺ إلى أن قُبض. ثم رحل إلى دمشق، ومنها إلى البصرة. ومات بها سنة ٩٣هـ. وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة.
راجع: الأعلام للزركلي ٢/٢٤، والإصابة في تمييز الصحابة للعسقلاني ١/١٢٦.
1 / 17