37

المفيد في مهمات التوحيد

المفيد في مهمات التوحيد

প্রকাশক

دار الاعلام

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٢٢هـ

প্রকাশনার বছর

١٤٢٣هـ

জনগুলি

والناس في أحكام عصاة المسلمين وأسمائهم، قد انقسموا إلى طرفين -وعيدية ومرجئة-، ووسط -أهل السنة والجماعة؛ أولا: انقسامهم في أسماء مرتكبي الكبائر: الوعيدية: سلبوا اسم الإيمان عن العاصي في الدنيا، وسموه: إما كافرا كالخوارج١، أو في منزلة بين الإيمان والكفر؛ فلا هو مؤمن ولا كافر، كالمعتزلة٢. والمرجئة والجهمية: زعموا أن العاصي مؤمن كامل الإيمان؛ لأن الإيمان عندهم مجرد ما في القلب، أو المعرفة القلبية. وهم الذين قالوا: "لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة"٣. أما أهل السنة والجماعة: فقد أطلقوا على مرتكب الكبيرة اسم: "مؤمن عاص، أو مؤمن فاسق، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته"، فلا يزيلون عنه اسم الإيمان بالكلية بذهاب بعضه، ولا يعطونه اسم الإيمان المطلق٤، والله ﷾ قد سمى المقتتلين مؤمنين؛ فقال: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾، إلى أن قال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الحجرات: ٩-١٠] . ثانيا: انقسامهم في أحكام مرتكبي الكبائر في الآخرة: الوعيدية حكموا بخلود أصحاب الكبائر في النار في الآخرة؛ فالخوارج قالوا: إن أهل الكبائر خالدون مخلدون في النار، لا يخرجون منها أبدا٥؛ والمعتزلة قالوا: يدخلون

١ انظر مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ١/ ١٦٨. ٢ انظر شرح الأصول الخمسة لعبد الجبار المعتزلي ص٦٩٧. ٣ انظر وسطية أهل السنة بين الفرق للدكتور محمد باكريم ص٣٣٥-٣٣٦. ٤ انظر المرجع نفسه ص٣٤٦. ٥ انظر مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ١/ ١٦٨.

1 / 42