371

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة الأعمال ليس فيه حذ كتركه الضلاة والصوم، فهو كفر، وأزالوا اسم الإيمان في الوجهين جميعا.

وقال قوم بخراسان يدعون الكرامية كان رئيسهم رجل يقال له: محمد بن كرام من أهل سجستان: إن الإيمان بالله هو الإقرار باللسان فقط دون التصديق بالقلب ودون سائر الطاعات، وإن المنافقين كانوا مؤمنين على الحقيقة.

وقال قوم ينسبون إلى عبد العزيز المقتول: إن الإيمان هو التصديق بالقلب دون الإقرار باللسان ودون سائر الطاعات، واحتجوا باللغة، وذكروا أن الإيمان فيها هو التصديق.

القول فيمن اعتقد الحق والإيمان بغير حجة ولا نظر: قال قوم: هو مؤمن عندنا ولا ندري ما حاله عند الله.

وقال قوم: هو مؤمن عندنا لأنه اعتقد بحجة ولأنا نحسن به الظن، فإن كان في الحقيقة معتقدا بغير حجة فليس بمؤمن عند الله.

وقال قوم: بل هو مؤمن عندنا وعند الله؛ لأنه قد وافق الحق، ولو كان وافق الكفر الذي هو عقد بغير حجة بل بالتقليد، لكان كافرا عندنا وعند الله، فكذلك إذا وافق الحق والإيمان وإن كان مقلدا فهو مؤمن مستحق للثواب ولكن ثوابه لا يبلغ ثواب المعتقد للحق بحجة ونظر.

القول في النفاق: قال أكثر المعتزلة وأكثر أهل النظر: إن المنافقين كفار مشركون، وإن الفاسق الموحد ليس بمنافق.

পৃষ্ঠা ৩৭১