============================================================
مقالات البلخي وقال محمد بن شبيب: إن الفضلية(1) من الخوارج ومن تابعهم قالوا: إن الإيمان هو المعرفة بالله وبجميع ما جاء من عنده من كل ما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنظر والتقييس والطاعة في جميع ما أمر به من صغير وكبير، فجعل بعضهم ترك كل شيء من ذلك؛ صغيرا كان أو كبيرا، كفرا كان أو شركا، حتى جعلوا معاصي الأنبياء صلوات الله عليهم كفرا وشركا.
قال: وقالت الأزارقة والصفرية وجماعة كثيرة من الخوارج: إن الإيمان بالله جميع الطاعة، إلا أنهم زعموا أنما يكون من ذلك كفرا وشركا لما هو اتيان ما فيه الوعيد، فجعلوا ترك ما في تركه الوعيد ما يلزم به الإيمان ويلزم بتركه وترك خصلة منه اسم الكفر والشرك.
قال: وقالت البكرية: إن الإيمان جميع الطاعة، وإن الإصرار على كل معصية كفر وشرك.
قال: وزعم هؤلاء كلهم أن من أتى شيئا من هذه الأشياء التي يكفرون بها فقد أطاع به الشيطان، ومن أطاع الشيطان فقد عبده، ومن عبد غير الله فقد كفر وأشرك، وأن ما جاء فيه الوعيد إذا كان غير إصرار مغفور إلا الفضلية(2).
قال: وقالت الزيدية والإباضية: الإيمان الإقرار والمعرفة واجتناب ما فيه الوعيد، وجعلوا مواقعة ما فيه الوعيد كفرا ليس بشرك. واحتخجوا في ذلك باللغة، وذلك كقول القائل: كفرت نعمتي وإحساني، وما أشبة ذلك.
قال: وقالت النجدات: إن الإيمان الإقرار والمعرفة بالله وبجميع ما جاء (1) في الأصل: الفضيلة.
(2) في الأصل: الفضيلة.
পৃষ্ঠা ৩৬৪