295

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة القول في ذنوب الأنبياء عليهم السلام: قال قوم من الخوارج، وهم الفضلية(1): إن ذنوبهم التي وقعث منهم كفر وشرك وإن كانث صغارا عند غيرهم، وكذلك كل ذنب من كل مذنب عندهم إذا كان عمدا(2).

وقال قوم من المعتزلة: ذنوبهم خطأ من جهة التأويل والاجتهاد، فأما (61/با من جهة التعمد وهم يعلمون أنه ذنث فلن يجوز ذلك عليهم.

وقالوا في ذنب آدم عليه السلام: إنه قيل له : لا تأكل من هذه الشجرة، وأراد الله بذلك كل شجرة من جنسها، وذلك مستعمل في اللغق، فتأول هو إنما أراد شجرة واحدة بعينها دون سائر ما هو من جنسها، وقد كان عليه أن يتوقف ولا يعذ إلا بعد علم، وعلى هذه الجهة وما أشبهها تأولوا ذنوب سائر الأنبياء ولم يجيزوا أن يرتكب أحد منهم كبيرة ولا أن يأتوا صغائر الذنوب من جهة التعمد.

وقال قوم: قد يجوز أن يذنبوا (3) إلا من جهة التأويل من حيث يعلمون ان ما يأتون به ذنب، ولكن ذنوبهم الصغائر مغفورة.

وقال إبراهيم النظام وجعفر بن مبشر ومن ذهب مذهبهما: إن ذنوبهم على السهو والخطأ، وإنهم مأخوذون بما يقغ منهم على هذه الجهة وإن كان ذلك موضوعا عن أمتهم، وذلك أن معرفتهم أقوى، ودلائلهم اكثر، وخطأهم أعظم، وأنهم يقدرون من التحفظ على ما لا يتهيا لغيرهم.

(1) في الأصل: الفضيلة.

(2) في الأصل: عمد.

(3) في الأصل: يذنبون.

পৃষ্ঠা ২৯৫