قال ابن حجر ﵀: «ويدخل في عموم إفشاء السَّلام على النفس لمن دخل مكانًا ليس فيه أحد؛ لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ …﴾ …» (^١).
والسُّنَّة أن يُسَلِّم على أهل أي بيت يدخله، لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: ٢٧].
فائدة:
تحصَّل مما سبق أنه يُسَنُّ عند دخول المنزل ثلاث سُنَن:
الأولى: ذكر اسم الله تعالى لاسيما ليلًا.
لحديث جابر بْنِ عبد اللّه ﵄ أَنَّه سمع النَّبيَّ ﷺ يقول: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشيطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشيطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَالْعَشَاءَ» (^٢).
الثانية: السِّواك؛ لحديث عائشة ﵂ عند مسلم، وقد تقدَّم (^٣).
الثالثة: السَّلام على أهل البيت.
٧) من السُّنَّة خفض الصوت بالسَّلام، إذا دخل على قوم، وفيهم نائمون.
وهكذا كان يفعل النَّبي ﷺ، كما في حديث المقداد بن
(^١) فتح الباري، حديث (٦٢٣٥)، باب: إِفشاءِ السلام.
(^٢) رواه مسلم برقم (٢٠١٨).
(^٣) رواه مسلم برقم (٢٥٣).