240

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

জনগুলি

التبرع في الصدقات أي: يعيبوهم في شأنها، [وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ]: أي إلا وسعهم وطاقتهم، فإن المنافقين كانوا يعيبون فقراء المؤمنين الذين كانوا يتصدقون بما فضل من كفايتهم. فجاءت العاقبة المخزية، والعقاب المهلك. [فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ]: وهذا من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فعاملهم معاملة من سخر منهم، انتصارًا للمؤمنين في الدنيا وأعد للمنافقين في الآخرة عذابًا أليما؛ لأن الجزاء من جنس العمل (١).
٤ - ومن أوجه الدفاع: ما جاء في سورة الأحزاب في قوله جل شأنه: [وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا] ٥٨.
قال الإمام القرطبي: نزلت فيمن أذى عمر باللسان، وقيل: في علي، كان المنافقون يؤذونه ويكذبون عليه. وقال الإمام أبو حيان: وقيل نزلت في الذي أفكوا على عائشة.
وقال الإمام ابن كثير: [بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا]: أي ينسبون إليهم ما هم براء منه لم يعملوه ولم يفعلوه.
وقال الإمام أبو حيان: ومعنى [بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا]: أي بغير جناية

(١) مراجع سابقة: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ١٩٦، أبو حيان: البحر المحيط: ٥/ ٤٨٦، الشوكاني: فتح القدير: ٢/ ٢٦٢، المنصوري: المقتطف: ٢/ ٤١٣ ابن حجر: فتح الباري: ٨/ ١٨١

1 / 251