5

الإفصاح على مسائل الإيضاح على مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم

الإفصاح على مسائل الإيضاح على مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪০৩ AH

প্রকাশনার স্থান

السعودية

يوسف الزركشي رأيت الشيخ وهو ابن عشر سنين بنوى والصبيان يكرهونه على اللعب معهم وهو يهرب منهم ويبكى لإكراههم ، ويقرأ القرآن فى تلك الحال ، فوقع فى قلبى حبه ، ووضعه أبوه فى مكان فكان لايشتغل بالبيع والشراء عن القرآن ، قال فأتيت الذى يقرئه القرآن فوصيته به خيراً ، وقلت : هذا الصبى يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم ، وينتفع الناس به ، فقال لى : منجم أنت ؟! قلت : لا وإنما أنطقنى الله بذلك ، فذكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن ، وقد ناهز الاحتلام .

كراماته رحمه الله تعالى

منها أنه أضاءت أصبعه له بإذن الله تعالى لما فقد وقت التصنيف مايُسرِجِه عليه .

شمائله رحمه الله تعالى

كان على جانب عظيم من الورع والزهد ، قال الذهبى رحمه الله تعالى : كان عديم الميرة والرفاهية والتنعم مع التقوى والقناعة والورع والمراقبة لله تعالى فى السر والعلانية ، وترك رعونات النفس من ثياب حسنة ومأكل طيب ، وتجمل فى هيئة ، بل طعامه جِلْف(١) الخبز بأيسر إدام ، ولباسه ثوب خام ، وسختيانية(٢) لطيفة. وكان لايأكل من فاكهة دمشق لما فى ضياعها(٣) من الحيلة والشبهة ، وكان يتقوت مما يأتى من بلده من عند والديه ، ولا يأكل إلا أكلة واحدة فى اليوم والليلة بعد العشاء الآخرة ، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السحر ، ولم يتزوج ، وكان كثير السهر فى العبادة والتصنيف ، ولذا قال ابن السبكى رحمهما الله تعالى: إنه كان سيداً حصوراً وزاهداً، لم يبال بخراب الدنيا ، إذا صيّردينه ربعاً معموراً له الزهد والقناعة ، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة ، والمصابرة على أنواع الخير لايصرف ساعة فى غير طاعة . كانت عليه سكينة ووقار فى البحث مع العلماء وفى غيره، وكان آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، يواجه بهما الملوك والأمراء ، ويكتب إليهم الرسائل ناصحاً بالعدل فى الرعية ، وإبطال المكوس(٤)، وردّ الحقوق إلى أربابها . قال أبو العباس بن فرج رحمه الله تعالى : كان الشيخ قد صارت إليه ثلاث مراتب ، كل مرتبة منها لو كانت لشخص شُّدت إليه الرحال . المرتبة ( الأولى ) العلم ( الثانية) الزهد ( الثالثة) الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : إنه قام على الظاهر فى دار العدل فى قضية الغوطة لما أراد وضع الأملاك على بساتينها فردّ عليهم ذلك ، ووقى الله شرها بعد أن غضب السلطان ، وأراد البطش به ثم بعد ذلك أحبه وعظمه ، حتى كان يقول : أنا أفْرغ منه .

(١) الجلف : الجاف الشديد
(٢) السختيانية : جبة تلبس فوق الثوب
(٣) الضياع: جمع ضيعة بفتح الضاد وسكون الياء وهى الحديقة، أو القطعة المزروعة من الأرض
(٤) المكوس بضم الميم جمع مكس وهو ما يفرضه الحاكم من الاتاوة عن السلع التى تباع أو تجلب وغير ذلك

5