26

الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية

الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية

সম্পাদক

أبو محمد أشرف بن عبد المقصود

প্রকাশক

أضواء السلف

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

জনগুলি

فكما أنه تعالى أخبر: أنه على كل شيء قدير، وأنه فعال لما يريد، وأنه إذا أراد أمرا قال له:"كن" فيكون، وأن كل شيء خلقه بقدر، وكل صغير وكبير مستطر، فكذلك قد أخبر: أنه الحكيم الذي شملت حكمته كل شيء، وأنه خلق السماوات والأرض ومن فيهن بالحق، ولم يخلقهما باطلا. ﴿ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ (صّ: ٢٧) ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾ (المؤمنون:١١٥)
﴿أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً﴾ (القيامة:٣٦) .
إلى غير ذلك من الآيات الدالات على الأصلين، وهما: عموم مشيئته لكل موجود، وشمول حكمته للخلق والأمر.
هذا: الذي يتعين على المكلفين الاعتراف به واعتقاده.
بيان ما زعمه الجبرية، وإبطاله
...
أما مذهب "الجبرية" فإنهم زعموا: أن فعل الرب وإبداعه لجميع المبتدعات لغير حكمة: بل أوجدها عندهم بمشيئة مجردة.
وقالوا: إنه ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ (الأنبياء:٢٣)
ولا حجة لهم بالآية الكريمة، بل هي حجة عليهم، فإنه لا يسأل عما يفعل، لكمال حكمته، فلا يمكن مخلوقا أن يعترض على الله اعتراضا صحيحا في شيء من مخلوقاته.
بل: لو اجتمعت عقول الخلق من أولهم وآخرهم ليقترحوا أحسن من خلقه وإبداعه وتكوينه، لعجزت عقولهم وقواهم.

1 / 30