البدور المضية في تراجم الحنفية

البدور المضية في تراجم الحنفية

প্রকাশক

دار الصالح (القاهرة - مصر)

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية

প্রকাশনার বছর

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

প্রকাশনার স্থান

مكتبة شيخ الإسلام (دكا - بنجلاديش)

জনগুলি

البُدُورُ المَضِيَّةُ في تَراجِمِ الحَنَفِيَّةِ للإمَام الفَقِيهِ المُحَدِّث الشيخِ الأستاذُ المُفتِي محمد حفظ الرحمن بن الشيخ العلامة محب الرحمن الكملائي رئيس دار الإفتاء بالجامعة الرّحمانيّة العربية داكا - بنجلاديش دَارُ الصَّالِح

1 / 1

نِيَّاتُ قِرَاءَةِ الكِتَابِ (*) اللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ إلَيْكَ بَينَ يَدَي كُلِّ نَفَسٍ وَلَمَحَةٍ وَطَرْفَةٍ يَطرِفُ بِهَا أَهلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهلُ الأرضِ، وَكُلِّ شَيءٍ هُوَ في عِلْمِكَ كَائِنٌ أَوْ قَدْ كان. أُقَدِّمُ لَكَ بَيْنَ يَدَي ذَلِكَ كُلِّهِ .. نَوَيتُ بِالتَّعَلُّمِ وَجْهَ الله تَعَالَى، وَنَشْرَ الْعِلْمِ، وَتَعلِيمِهِ، وَبَثَّ الْفَوَائِدِ الشَّرْعِيَّةِ، وتَبْلِيغَ أَحْكَامِ اللهِ تَعَالَى، وَالازدِيادَ مِن العِلمِ، وَإِحْيَاءَ الشَّرع الشَّرِيف، وَدَوامَ ظُهُورِ الْحَقِّ، وَخُمُول الْبَاطلِ، وَإِظهَارَ الصَّوَابِ، والرُّجُوعَ اِلَى الْحَقِّ، وَالاجْتِمَاعَ عَلَى ذِكْرِ اللهِ تَعَالى، وَالدُّعَاءَ لِلْمُسْلِمينَ، ولِلسَّلَفِ الصَّالحِينَ، وَدَوَامَ خَيِرْ الأُمَّةِ، بِكَثْرَةِ عُلُمَائِهَا، وَاغتِنَامَ ثَوَابِهِمْ، وَتَحصِيلَ ثوَابَ مَن يَنتَّهِي إلَيْهِ هَذَا الْعِلْمُ، وَبَرَكَةَ دُعَائِهِمْ لِي وَتَرَحُمُهُمْ عَلَيَّ، ودُخُولِي فيِ سِلْسِلَةِ الْعِلْمِ بَينَ رِسُولِ الله صَلَّى اللهُ تعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم، وَبْنَهُمْ، وعِدَادِي في جُمْلَةِ مُبَلِّغِي الوَحْي، وَأَحْكَامِهِ، وَإِزَالَةِ الجْهْلِ عَنْ نَفْسِي وَعَنْ غَيْرِي لله تَعَالَى. وَشُكْرَ اللهِ عَلَى نِعَمِهِ: الصِّحَّةِ، وَالْعَقْلِ، والمَال، وَ. . . . . . وَ. . . . . . وَ. . . . . .

(*) دار الصالح.

1 / 2

مقدمة الطبعة الثانية الحمدُ لله حمد الذاكرين والشاكرين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد؛ فهذه الطبعة الثانية من كتابي "البدور المضية في تراجم الحنفية"، وقد أنعم الله عليَّ بإعادة طبعه مزيدًا من التحقيق والتدقيق، منقّحًا من التصحيف والتحريف، الذي بقي في طبعته الأولى، مع ما كنت بذلت من أقصى الجهد في تنقيحها وتصحيحها، فالحمد لله جَلَّ وعَلَا، الذي يسَّر وأعان. هذا، وقد لقي الكتاب قبولًا كريمًا من القرَّاء وطلبة العلم، والفضل لله وحده والحمد له، وتلقيت كلمات كثيرة من كبار العلماء، تخصه بالتقدير والثناء، ونفدت طبعته الأولى في وقت قصير لم يكن مقدَّرًا أن تنفد فيه، ولما كثر الطلب عليه رأيت إعادة طبعه، وحرصت أن يخرج في حلَّة قشيبة جميلة محبَّبة إلى القرَّاء، ليبقى محافظًا على سمته الرفيع، الذي خرج فيه في طبعته الأولى. والله تعالى هو ولي التوفيق والسداد، بيده الهدى والرشاد، نرجو منه أن يتقبل هذا الكتاب، ومن ساعدني في هذا الصدد. آمين. محمد حفظ الرحمن بن الشيخ العلامة محب الرحمن الكملائي رئيس دار الإفتاء بالجامعة الرّحمانيّة العربية - داكا - بنجلاديش ١٧ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ

1 / 5

ترجمة مؤلف الكتاب الشيخ الفاضل مولانا محمد حفظ الرحمن بن العلامة محب الرحمن بن القاريء المقريء سمير الدين بن الشيخ سليمان بن علي محمود بن شيخ فطن بن محمود حسين المِيَانْجِي الكُمِلَّائي البَنْغَلادِيْشِي. من بيت العلم والفضل، كان أبوه ممن تخرَّجَ على شيخ الإسلام المحدث الكبير السيد حسين أحمد المدني رحمه الله تعالى، وقد أجازه في السلوك والطريقة، وكان من شيوخه أستاذ العلماء العلامة رسول خان الهزاروي، والمفتي الأعظم عزيز الرحمن الديوبندي صاحب "الفتاوى العزيزية"، والعلامة السيد أصغر حسين الديوبندي، والعلامة إبراهيم البلياوي، صاحب "ضياء النجوم" والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، صاحب "نفحة العرب" والمفتي الأعظم محمد شفيع، صاحب "معارف القرآن" رحمهم الله تعالى، وكان جده من الأب القاريء سمير الدين من أخص تلامذة شيخ القراء القاريء المقريء الشيخ إبراهيم الأجانوي رحمه الله تعالى، وجده من الأم العلامة غياث الدين الرئيس الأعلى للمدرسة الإسلامية بـ "نواخالي" كان من أرشد تلامذة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، ومن زملاء شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني رحمهم الله تعالى. ولد المؤلفُ في السادس والعشرين من رمضان المبارك سنة سبع وسبعين وثلاثمائةِ بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام في مولوي باري، من قرية "فِنُوَا الشمالية، من "أتَّرْ حَوْلَا"، من مضافات "لَكْسَام" من أعمال "كُمِلَّا" من أرض "بَنْغَلادِيش"، فنشأ فيها، وترعرع، ودأب، وحصل. قرأ مبادئ العلم على أبويه الكريمين، ثم التحق بالمدرسة الفرقانية أمام داره، التي أسَّسها أحد أجداده من الأب العلامة آفتاب الدين ﵀

1 / 8

تعالى، وكان من خرّيجي مظاهر العلوم سهارنبور. وهو الذي أسَّس دار العلوم برورا، كملا، وهي من أكبر الجامعات وأقدمها في هذا البلد، وهو ممن أجازه شيخ القرَّاء الشيخ إبراهيم الأجانوى في الطريقة والسلوك. قرأ المؤلف القرآن الكريم مع التجويد والإتقان فيها على أعمامه الثلاث: المولوى عبد الودود بن القارئ حمير الدين، والحافظ يوسف بن العلامة آفتاب الدين، والمولوي عبد المتين بن مولانا منير الدين، رحمهم الله تعالى، وقرأ أيضا الكتب الأردية الابتدائية عليهم. ثم التحق بالمدرسة العصرية سنة ست وثمانين وثلاثمائة بعد الألف، فقرأ العلوم العصرية إلى الصف السابع في عدة أساكيل، ونجح في سائر الامتحانات بدرجة الامتياز بفضله جل وعلا، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية الحسينية الواقعة بمنشير هات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة بعد الألف، وقرأ فيها سنتين، ومن أساتذته فيها مولانا عبد المنَّان البَرَلَّاوي، رحمه الله تعالى: قرأ عليه "الميزان"، و"المنشغب" في علم التصريف، ومولانا صفى الله الأتِيَا باروي، حفظه الله تعالى، قرأ عليه الكتب الابتدائية في اللغة الفارسية، منها: "فارسى كي بهلي كتاب"، و"الكلستان" للشيخ مصلح الدين الشيرازي المعروف بسعدي، و"نحو مير" للسيد الجرجاني، و"شرح مائة عامل"، وغيرها من الكتب، ومولانا عاصم بالله بن العلامة المحدث دلاور حسين الفِنُوَائى، رحمه الله تعالى، قرأ عليه "كريما" في الأشعار الفارسية للشيخ مصلح الدين الشيرازي، وعدة كتب من الأردية، ومولانا صالح أحمد البَرَلَّاوي رحمه الله تعالى، قرأ عليه "بهمشتي زيور" في الفقه لحكيم الأمة الإمام أشرف على التهانوي رحمه الله تعالى، ومولانا عبد الله الأتَّرْحَولَاوي، حفظه الله تعالى، قرأ عليه عدة كتب ابتدائية. ثم سَارَ إلى "جاتجام" سنة خمس وتسعين وثلاثمائة بعد الألف، والتحق بالمدرسة حامي السنة كيخل، التي أسّسَها المفتي الأعظم محمد فيض الله الجاتجامي، تلميذ الإمام الكشمميري، صاحب "فيض الباري شرح البخاري" رحمهما الله تعالى، وقرأ فيها خمس سنين متوالية.

1 / 9

من شيوخه فيها مولانا عزيز الله النواخالوي، رحمه الله تعالى، قرأ عليه "نحو مير" للسيد الجرجاني، و"شرح مائة عامل" للعلامة عبد القاهر الجرجاني، و"كلستان" لمصلح الدين الشيرازي، و"مفيد الطالبين" في الأدب العربي، و"فيض الكلام"، و"هدية العباد" للمفتي الأعظم فيض الله الجاتجامى، ومن شيوخه فيها المفتي سيف الإسلام السنديفى رحمه الله تعالى، قرأ عليه عدة أوراق من أوائل "نحو مير"، والمفتي غلام قادر الساتكانوي، حفظه الله تعالى، قرأ عليه "أخلاق محسني" للكاشفي في الأدب الفارسى، و"هداية النحو"، و"نور الإيضاح"، و"أصول الشاشي" في أصول الفقه، ومولانا مظفر حسين الميخلى، رحمه الله تعالى، قرأ عليه "المختصر" في الفقه الحنفي للإمام القدوري، و"كنز الدقائق" في الفقه الحنفى، ومولانا نعمان الميخلى، حفظه الله تعالى، صاحب المؤلفات الكثيرة، قرأ عليه "علم الصيغة" للمفتي عنايت أحمد الكاكوروي، و"الصغرى"، و"الأوسط"، و"الكبرى" في المنطق للسيد الجرجاني، و"ميزان المنطق"، و"نفحة اليمن" في الأدب العربي، و"شرح الكافية" للملا الجامي، ومولانا الحافظ عزيز الرحمن الميخلى، رحمه الله تعالى، قرأ عليه "الميزان"، و"المنشعب"، و"بنج كنج"، و"زبده" في علم التصريف، و"الكافية" لابن الحاجب، و"شرح الجامي" بحث الفعل، وشرح التهذيب لليزدي في المنطق، والمفتي إبراهيم الميخلي، حفظه الله تعالى، قرأ عليه "بوستان" للشيخ مصلح الدين الشيرازي، و"نفحة العرب" في الأدب العربي، ومولانا يوسف رحمه الله تعالى، قرأ عليه "المرقاة" في المنطق، و"قصيدة الإمام البوصيري" رحمه الله تعالى. ثم التحق سنة أربعمائة وألف من الهجرة بأكبر الجامعات في "بنغلاديش" وهي الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، التي أسَّسَها العلامة البارع الداعي الكبير مولانا حبيب الله القريشى سنة ١٣٢٠ هـ، وكان تلميذا خاصا للإمام حكيم الأمة أشرف علي التهانوى رحمه الله تعالى. قرأ فيها أيضا خمس سنين متوالية، فمن شيوخه فيها: العلامة المحدث الكبير عبد العزيز رحمه الله تعالى، قرأ عليه "الصحيح" للإمام البخاري، و"الجامع" للإمام الترمذي، والمفتي الأكبر العلامة أحمد الحق المجاز الخاص

1 / 10

من شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى، قرأ عليه الجزء الأول والثاني من "الهداية" للإمام المرغيناني، و"الموطأ" للإمام محمد، و"الصحيح" للإمام مسلم بن الحجَّاج القُشَيري، والعلامة محمد حامد، رحمه الله تعالى، قرأ عليه الجزء الأول من "تفسير الجلالين" المحلّي والسيوطى، والجزء الأول من "السنن" للإمام أبي داود السجستاني، والعلامة حافظ الرحمن رحمه الله تعالى، قرأ عليه "نور الأنوار" في أصول الفقه، والجزء الثاني من "تفسير الجلالين" المحلّي والسيوطى، والعلامة أبو الحسن البابونغرى، رحمه الله تعالى، صاحب "تنظيم الأشتات في حل عويصات المشكاة"، و"تنظيم الدراية في حل عويصات الهداية"، قرأ عليه عدة أحاديث من أوائل "السنن" للإمام النسائي، ومن أوائل "قاضى مبارك" في المنطق، والعلامة الأديب محمد علي النظامبوري، رحمه الله تعالى، صاحب "مرآة الأماليح في شرح مشكاة المصابيح"، و"العقد الفرائد على شرح العقائد" للإمام النسفى، قرأ عليه "شرح العقائد النسفية"، و"المقامات" للعلامة الحريري، والعلامة شيخ الإسلام أحمد شفيع صاحب المصنفات الكثيرة حفظه الله تعالى، وبارك في حياته، شيخ الجامعة وشيخ الحديث لها، مجاز شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني، قرأ عليه "ديوان الحماسة"، و"المعلقات السبع" في الأدب العربي، و"الصدرا"، و"الشمس البازغة" في الفلسفة، والجزء الأول من "مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي، و"الشمائل" للإمام الترمذي، و"السنن" للإمام النسائي، والحديث الأول والحديث الآخر من "صحيح البخاري"، والعلامة عبد الحق المدَارْشَاهي رحمه الله تعالى، قرأ عليه "شرح الوقاية" في الفقه، و"الميبذي" في الحكمة، والجزء الثاني من "مشكاة المصابيح"، والعلامة محمد هارون الهاتهزاروي رحمه الله تعالى، قرأ عليه "الأمور العامة"، و"السنن" لابن ماجه، والعلامة محمد قاسم الفتحبُوري رحمه الله تعالى، قرأ عليه "القطي"، و"الميرقطي" في المنطق، "مختصر المعاني" في علم المعاني والبيان للتفتازاني، والجزء الثالث والرابع من "الهداية" للمرغيناني، و"حجة الله البالغة" لإمام الهند الشماه ولي الله الدهلوي، و"التصريح"، و"أوقليدس"، و"شرح

1 / 11

جغميني"، و"شرح معاني الآثار" للإمام أبي جعفر الطحاوي، والجزء الثاني من "السنن" لأبي داود السجستاني، والعلامة شيخ أحمد حفظه الكه تعالى، قرأ عليه "سلَّم العلوم"، و"ملا حسن"، و"القاضي مبارك"، و"حمد الله"، وحصة من أواخر "شرح العقائد" للنسفي، و"حاشية العلامة الخيالي" على شرح العقائد، و"ديوان المتن"، و"لامية المعجزات"، و"التوضيح" مع "التلويح"، و"مسلَّم الثبوت" في أصول الفقه، وحصة من أوائل الجزء الثالث من "الهداية"، و"موطأ الإمام مالك". بعد إتمام الدراسة التحق بإرشاد شيخه وأستاذه العلامة أحمد شفيع حفظه الله تعالى بدار العلوم برورا سنة خمس وأرلعمائة بعد الألف، التي هي من أكبر الجامعات، وأقدمها بعد جامعة هاتهزاري، درس فيها سنة واحدة، ثم ارتحل إلى "باكستان" سنة ست وأربعمائة بعد الألف، والتحق بقسم التخصص في الفقه الإسلامي في جامعة العلوم الإسلامية علامه بنوي تاؤن كراتشى، ومن شيوخه فيها المفتي الأعظم ولي حسن خان التونكي، الذي أجازه في الطريقة والسلوك شيخ الحديث زكريا الكاندهلوي، صاحب "أوجز المسالك في شرح موطأ الإمام مالك"، قرأ عليه مقدمة "الدر المختار" للعلاء الحصكفي، والعلامة المحدث الناقد عبد الرشيد النعماني، صاحب المصنفات الكثيرة الممتعة، منها: "ما تمس إليه الحاجه لما يطالع سنن ابن ماجه"، ألَّفَ تحتَ إشرافه مقالته التي عنوانها: "ما ينبغي به العناية لمن يطالع الهداية"، والعلامة المفتى عبد السلام الجاتجامي، صاحب "جواهر الفتاوى"، كتب تحت إشرافه الفتاوى والفرائض، والتحق في آخر السنة الثانية بامتحان تكميل الحديث تحتَ وفاق المدارس العربية باكستان، وفاز بدرجة الامتياز. ثم وصلَ إلى وطنه الأليف سنة ثمان وأربعمائة بعد الألف، والتحق بالمدرسة السابقة، إلتي كان يدرس فيها، واشتغل بالتدريس والإفادة والتصنيف والتأليف، وكان يدرس فيها "كافية ابن الحاجب"، و"شرحه" للعلامة الجامي، و"سلم العلوم"، و"ملا حسن"، والجزء الثالث لـ"لهداية"، و"تفسير البيضاوي"، والجزء الأول من "مشكاة المصابيح"، و"الموطأ" للإمام

1 / 12

محمد، و"السنن" للإمام النسائي، و"الصحيح" للإمام مسلم القشيري، وغيرها من الكتب الدراسية، وأقام على هذه الخدمة الجليلة خمس عشرة سنة، وعين أمين التعليم سنة خمس عشرة وأربعمائة بعد الألف، وأقام على هذا المنصب الجليل خمس سنين، ثم فارق منها، والتحق بالجامعة الرحمانية العربية داكا، التي هي من أشهر الجامعات في بنغلاديش سنة عشرين وأربعمائة بعد الألف، وبعد سنة عين رئيس دار الإفتاء، ويدرس فيها "شرح الكافية" للجامي، والجزء الثالث من "الهداية" للمرغيناني، والجزء الأول من "الصحيح" للإمام مسلم القشيري، وكان يدرس "الصحيح" للإمام البخاري خلال هذه المدة في الجامعات المختلفة، منها: الجامعة الإسلامية لالْ مَاتِيا، والجامعة الإسلامية بيت الفلاح، ومظهر العلوم ميرفور، والجامعة الإسلامية العربية ميرفور، وغيرها من المدارس العربية الإسلامية. ألف كتبا ممتعة كثيرة، باللغة البنغالية والعربية، فأفاد، وأجاد، ومن مؤلفاته العربية: "التعليقات" على أصول الإفتاء، لشيخ الإسلام العلامة محمد تقي العثماني، صاحب "تكملة فتح الملهم" شرح صحيح مسلم، و"مكانة أبي حنيفة في الفقه والحديث"، و"التعليقات" على فقه أهل العراق وحديثهم، الذي ألَّفَه الإمام محمد زاهد بن الحسن الكوثري رحمه الله تعالى تقدمة على "نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية"، و"ما ينبغى به العناية لمن يطالع الهداية"، و"معجم الفقيه والمتفقه"، و"الدرر المنتقاة على مقدمة الشيخ"، و"فتح الودود على شرح العقود"، و"الروض النضير على النافع الكبير"، و"الإمام محمد وكتابه الجامع الصغير"، و"الإمام القدوري وكتابه المختصر"، و"البدر المنير على الفوز الكبير"، و"البدور المضية في تراجم الحنفية"، وغيرها، من الكتب النفيسة. وهو الآن في عقد الستين، أطال الله بقاءه بالعمر المديد، والعيش الرغيد، آمين.

1 / 13

التقاريظ تقريظ المحدث الجليل والفاضل النبيل العلامة البارع الشيخ أبي القاسم النعماني، حفظه الله تعالى ورعاه، الرئيس الأعلى لأزهر الهند دار العلوم، ديوبند، الهند. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسيلن، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى الأئمة المتبوعين، الذين حذوا حذوَهم في فهم القرآن والحديث، خصوصا على الإمام الهمام أبي حنيفة النعمان، وتلامذته وأصحابه، الذين بذلوا جهودَهم في نشر علوم القرآن والسنة. وبعدا فإن مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان يعدّ من المذاهب الحقّة، التي انتشرتْ في البلاد شرقا وغربا، قديما وحديثا، وهو أكثر المذاهب تبعا، وأوفرها رجالا، وإن العلماء الحنفية لهم سعى مشكور في خدمة الحديث النبوي وعلومه، لكن الحَسَدة الجَهَلة يغضّون أبصارَهم عن خدماتهم ومساعيهم، خصوصا في مجال الحديث الشريف وعلومه، يكثرون الغوغاء، ويقولون ما يقولون. فمست الحاجةُ إلى تأليف مجموعة تكشفُ عن براعة الحنفية في الحديث النبوي، وخاصة في هذا العصر الراهن، لكثرة المطاعن والمثالب من بعض الجَهَلة اللامذهبية، فنحمد الله ونشكره على أنه وفّق الأخ المكرم محمد حفظ الرحمن الكملائي لهذا العمل الجليل، فصنّف كنابا حاويا، هو شفاء العليل بل الغليل، وسماه "البدور المضية في تراجم الحنفية"، ورتبه على ترتيب الحروف الهجائية، ليكون سهل المنال والإفادية. وهذا كله بإشارة شيخه المحدث الكبير الشيخ عبد الرشيد النعماني - تغمده الله بغفرانه - فكفى لهذا الكتاب استنادا واعتمادا، إني وإن لم أطالع

1 / 14

هذا الكتاب مباشرة لكثرة الاشتغال، لكني أثق أنه كتاب جامع، شامل في موضوعه. نسال الله جلَّ وعلا أن يديم نفعَه إلى يوم القيامة، ويعمّم فيضه في الدنيا والآخرة، ويكون سدا لباب المطاعن على الحنفية، وأن يوفّق المؤلف لمزيد من العمل البناء، وخدمة العلم وأهله، وما ذلك على الله بعزيز. * * * تقريظ المحدث الكبير الفقيه الضليع الجهبذ العلامة المفتي سعيد أحمد البالنبوري، حفظه الله ورعاه، شيخ الحديث بدار العلوم ديوبند، وصدر المدرسين بها. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد، وآله وصحبه أجمعين، ومن تبعَهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد! فإن العلماء الحنفيين لهم دور بارز في الفقه، وجهد مشكور في الحديث وعلومه، ولما كان الجانب الحديثيّ قد يختفي على بعض

1 / 15

الأذهان لكثرة اشتغالهم بالفقه وفنونه، ويجعله الحَسَدَة ذريعة إلى النيل منهم مسّت الحاجةُ إلى تأليف كتب تكشف عن براعة الحنفية في الحديث النبوي الشريف، لا سيما في العصر الراهن، فالناس في أمسّ حاجة إلى ذلك لكثرة الغوغاء من بعض الجهَلَة اللامذهبية. وقد قدم إليَّ الأخ محمد حفظ الرحمن الكملائي البنغلاديشي صفحات من كتابه القيّم: "البدور المضية في تراجم الحنفية"، الذي ألَّفه بإشارة المحدث الكبير عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى، وبذل في جمعه وترتيبه أقصى مجهود عبر مدة طويلة. وإني وإن لم أجدْ فرصة للاستفادة من هذا الكتاب، لكننى واثق بحسن جمعه وجودة ترتيبه اعتمادا بالصلة، التي كانتْ بينه وبين المحدث الجليل عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى، حيث أعدّ تحت إشرافه مقالة علمية، وشرع في تأليف هذا الكتاب بإشارته. أسأل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ويحقّق به أمنية شيخه النعماني رحمه الله تعالى، آمين، يا رب العالمين.

1 / 16

تقريظ شيخ الإسلام المحدث الكبير الفقيه البارع العلامة الشاه أحمد شفيع، حفظه الله تعالى ورعاه، الرئيس الأعلى وشيخ الحديث لأكبر الجامعات في بنغلاديش، الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، جاتجام، بنغلاديش بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أعلى منازل الفقهاء، ووفَّقهم في خدمة الشريعة السمحة البيضاء، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء، وعلى آله الأتقياء، وأصحابه الأصفياء، أما بعد! فإن علم التاريخ وسير الأفراد من العلوم التي يُحتاج إليها، إذ به يعرف الخلف أحوال السلف، وبه يُعرف الوفاء ومحاسن الأخلاق، وتجد الأجيال دراسة للحياة، وزادا للمعاد. قال تعالى حكاية عن إبراهيم الخليل ﵇: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾. قال محمد على الصابوني ﵀ في تفسيره: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ﴾ أي: اجعل ذكرا حسنا، وثناء عاطرا، ﴿فِي الْآخِرِينَ﴾ أي فيمن يأتي بعد إلى يوم القيامة، أذكر به، ويقتدي بي، فاستجابَ الله دعاءَه، فوهب له من العلم والحكم، وجعله مقتدى في جميع الملل في كل الأوقات، ونالت هذه الأمة ما يقتدي به له. فلا شك أن تراجم الرجال مدارس الأجيال، وهذا الفن الشريف من أفضل الفنون، التي تحفظ أنساب الأفراد من أن تُنْسَى، قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾.

1 / 17

ورحم الله الإمام الصفدي، حيث قال: والتاريخ للزمان مرآة، وتراجم العالم للمشاركة في المشاهدة مرقاة، وأخبار الماضين لمعاقر الهموم ملهاة. وربما أفاد التاريخ حزمًا وعزمًا، وموعظةً وعلمًا، وهمةً تذهب همًا، وبيانًا يزيل وهنًا ووهمًا، وجيلًا تثار للأعادي من مكامن المكايد، وسبلًا لا تعرج بالأماني إلى أن تقع من المصائب في مصايد، وصبرًا يبعثه التأسّي بمن مضى، واحتسابًا يوجب الرضا بما مرّ، وحلا من القضا، ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، فكم تشبث من وقف على التواريخ بإذيال معال تنوعت أجناسها، وتشبه بمن أخلده خموله إلى الأرض، وأصعده سعده إلى السهى، لأنه أخذ التجارب مجانًا من أنفق فيها عمره، وتجلت له العبر في مرآة عقله، فلم تطفح لها من قلبه جمرة، ولم تسفح لها في خده عبرة، ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾. ولقد أدرك العقلاء والفضلاء أهمية علم التراجم وسير الأفراد، لأن ذكر رجالات الأمم والبلدان فيه إحياء الأولين والآخرين من علمائها …، فإن ذكرها حياة جديدة، و﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. ومن فوائد التراجم: حسن الاقتداء بمن سلف، قال الحافظ ابن الجوزي: واعلم أن في ذكر السير والتواريخ فوائد كثيرة، أهمها فائدتان: أحدهما أنه إذا ذكرت سيرة حازم، ووصفت عاقبة حاله، أفادت حسن التدبير، واستعمال الحزم، وإن ذكرت سيرة مفرط، ووصفت عاقبته، أفادت الخوف من التفريط، فيتأدّب المتسلط، ويعتبر المتذكر، ويتضمن ذلك شحذ صوارم المعقول، ويكون روضة للمتنزه في المنقول.

1 / 18

إن صاحبي وتلميذي الخاص المفتي محمد حفظ الرحمن الكُمِلَّائي الذي قرأ عليَّ عدة كتب من الكتب الدراسية، حينما كان طالبا في الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، منها: "ديوان الحماسة"، و"المعلقات السبع" في الأدب العربي، و"الصدرا"، و"الشمس البازغة" في الحكمة والفلسفة، والجرء الأول من "مشكاة المصابيح"، و"الشمائل" للإمام الترمذي، و"السنن" للإمام النسائي، والحديث الأول والآخر من "صحيح البخاري"، واستجازَ مني روايةَ الحديث، فأجزتُه، وإنه ألف عدة كتب نفيسة في العربية، والآن يقدم إليَّ كتابه "البدور المضية في تراجم الحنفية"، جع فيه أماثل الفضلاء وأفاحل العلماء من السادة الحنفية من قديم الزمان إلى العصر الراهن، فطالعتُ عدة مواضع منها، فأشكر له من صميم فؤادي، لأنه أبدى لدى أهل العلم هذه الموسوعة الكبرى التي تشتمل على تراجم الحنفية في البلدان العامة لا سيما في بنغلاديش والهند وباكستان، الذين كانوا مختفين في كنز مخفي، ولم تدر الدنيا خدماتهم الجليلة، فجزاه الله عنا وعن جميع المستفيدين منه إلى يوم الدين، تقبل الله هذه الخدمة العظيمة، وجعلها نافعة للأجيال المستقبلة. آمين.

1 / 19

تقريظ المحدث الكبير بحر العدوم العلامة نعمة الله الأعظمي الهندي أستاذ الحديث بدار العلوم ديوبند الهند بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد! فإن مما يبعث الفرحَ والسرورَ أن إخواننا من بنغلاديش المتضلِّعين في علوم الدين يعنون بخدمة السنَّة - بجانب عنايتهم بالفقه - عنايةً بالغةً، ويَتنوَّعون في خدمتها تنوُّعًا حسنًا، فقد طلعتْ في الأيام الأخيرة تأليفات مُتنوِّعة، كلُّها تهدف إلى خدمة السنة المشرَّفَةِ، وهذه سلسلةٌ مشكورةٌ قدَّرَ اللهُ لها النفعَ والقبولَ والدوامَ. ومن تلك السلسلة الذهبية هذا الكتاب البسيط الجامع "البُدور المضيَّة في تراجم الحنفيَّة" للشيخ محمد حفظ الرحمن الكملائي، وهي موسوعةٌ للرجال الحنفية، الذين لهم دَوْرٌ بارزٌ في الفقه والحديث أو أحدِهما، وقد رأيتُ جزءًا منه، فوجدتُه نافعًا. أسأل اللهَ تعالى أن يَجْعَلَه نافعًا، ويُقَدِّرَ له القبولَ، ويجعله ذُخْرًا لمؤلِّفِهِ آمين، يا رب العالمين.

1 / 20

تقريظ العلامة الكبير المحدث النبيل مولانا محمد عاقل، حفظه الله تعالى، صدر المدرسين، وأستاذ الحديث الشريف بمظهر العلوم، سهارنبور، الهند بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد! فقد أرسل إليّ أخي في الله الشيخ محمد حفظ الرحمن الكملائي البنغلاديشي طائفة من كتابه: "البدور المضية على تراجم الحنفية"، وطلب مني أن أقرظ له بكلمات، فأقول - وبالله التوفيق -: إني رأيت قطعة من المجلد الثاني للكتاب، فوجدت أن مؤلّفه قد وفّق - بعون الله تعالى - فترجم لكل من ورد ذكرُه في كتب التراجم من علماء الحنفية: من أشهر أئمتهم إلى عامة أهل العلم منهم، حتى المعاصرين وأشباههم ترجمة عالم يرد ذكرُه في مجال العلم، ولا يجد هناك مصدرا يلقي ضوءً على شخصيته الذاتية، بل ربما لا يستطيع تحديد زمنه وتعيين طبقته، حتى تجمع لدى بعض العلماء فهرس لمساتير العلماء، الذين هم معروفون بأعمالهم العلمية، وفيضانهم العلمي، ومغمورة شهرتهم الشخصية والذاتية. فالله أسأل أن يجزي عنا مؤلّفه، ويبارك في حياته، ويتقبل عمله هذا وسائر أعماله، والله ولي كل خير وتوفيق، وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وآله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وكتبه محمد عاقل (صدر المدرسين، أستاذ الحديث) مظاهر العلوم، سهارنفور، يوبي، الهند. التاريخ: ١٥/ ٢/ ١٤٣٨ هـ، يوم الأربعاء

1 / 21

تقريظ العلامة الجهبذ الفقيه الضليع المفتي عبد السِّلام الجاتجامي حفظه الله تعالى ورعاه، رئيس دار الإفتاء بجامعة العلوم الإسلامية، علامة بنوري تاؤن كراتشي، باكستان، سابقا، ورئيس دار الإفتاء بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، بنغلاديش، حالا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين، محمد بن عبد اللّه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعَهم بإحسان، ودعا بدعوتهم إلى يوم الدين، أما بعد! فإن علم التاريخ هو علم جليل القدر وجدير الذكر، تزيّن به الأمة مستقبلها، وتضيئ أيامها القادمة، وتنهض به الأجيال الناشئة، وتعينها على السلوك في سبيل السواء والتقدم إلى مقابلة التحدّيات، خلال توضيح الحق على رؤوس الأشهاد. وإن هذا الفن الميمون يتشعب بشعب متفرقة، وصنوف مشتتة، ومن أجلّها علم تراجم الكبار وأخبار الأخيار، من الأئمة المجتهدين، والعلماء العاملين، والفضلاء المحققين. وإن المتقلدين بمذهب الحنفية من المذاهب الأربعة الحقة منهم الأئمة المجتهدون، والفقهاء المناضلون، والمحدّثون البارعون، وغيرهم من العلماء العاملين، والفضلاء المحققين، والأعيان الفاضلين، والمشايخ المعظمين، ولكن الأسف البالغ أننا لم نطلع على كثير من هؤلاء الأجلة الكرام والسادة العظام، فنشعر بالفراغ المؤلم والخلاء العظيم، وننتظر بكتاب يحتوي على تراجمهم رحمهم الله تعالى.

1 / 22

فمن بواعث الفخر والسرور ودواعي الفرحة والبحور أن أخي الفاضل تلميذي العزيز مولانا محمد حفظ الرحمن بن الشيخ العلامة محب الرحمن الكُمِلَّائي قد قام على إرشاد شيخه العلامة البحاثة الناقد عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى رحمة واسعة بتأليف هذا المعجم الكبير، الذي يحتوي على تراجم السادة الحنفية والعلماء الأعزة، ويشتمل على أخبارهم، وفضائلهم، ومناقبهم، وذكر مؤلفاتهم، ومصنفاتهم، ومحاسن أشعارهم، ونوادر أخبارهم، وهو كتاب جليل فريد وحيد في تراجم الأجلة الحنفية في الدفة الواحدة. قد سرحت النظر في بعض تراجمها، فوجدا متحلية بالفوائد النافعة والتراجم النادرة للعلماء الحنفية، ومرتبة على حروف المعجم، كترتيب أكثر المؤرخين، ليكون الانتفاع أسهل، والتحصيل أكمل، وإضافةً إلى ذلك أنه ضمن الملحقات الممتعة المفيدة، حتى صار معجما مزينا بالترتيب الأنيق، ومهذبا بتنسيقه البديع، وفائقا على جميع أمثال هذه المعاجم المصدَّرة حتى الآن، فللّه درّ المؤلّف، حيث أفاد، وأجاد بما يبرد به الأكباد، ويرضى عنه الأعيان. وأدعو الله تعالى المولى الجليل أن يكثر فوائده، ويغزر عوائده، ويفتق به قريحة المعلمين والمتعلمين، ويجعله مرجعا للمحققين، ومفزعا للمدرسين، وغنيمة للمحصلين، ومطلبا للمستفيدين، كشفا لكرب الملهوفين. وأدعو الله تعالى أن يجزي صاحبه أحسنَ الجزاء، ويوفقه للنهوض لمثل هذه الأعمال المثمرة المقبولة عند الله، وعند المصنفين، والراسخين في العلم، والشاهدين بالفضل، وأن يديم لنا وله العافية والتوفيق، ويرزقنا حسنَ الخاتمة، ويجمعَنا جميعا في دار النعيم. آمين. كتبه عبد السلام الجاتجامي ١ صفر الخير ١٤٣٨ هـ.

1 / 23

تقريظ العلامة البارع المحدث الجليل مولانا حبيب الرحمن الأعظمي، أطال الله بقاءه، أستاذ دار العلوم ديوبند، الهند بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد!. فإن نشؤ الفقه الإسلامي في صدر الإسلام، لكنه شبّ وترعرع في العصر العبّاسي، بل إذا قلنا: إن العصر العباسي هو عصر الفقه والفقهاء فلا نخطئ في قولينا. وقد شهد التاريخ أن البلاد الإسلامية قد شهدت عديدا من المدارس الفقهية منذ عصر الصحابة والتابعين، فقد انتشر العلماء والفقهاء في مختلف الأمصار الإسلامية لنشر العلوم والثقافة الإسلامية، فكانوا يعلّمون أهل بلده الكتاب والسنّة، وهم الذين كانوا يتعرّضون للنوازل والواقعات، ويبحثون عن حكمها في كتاب الله وسنة رسوله، وكانوا يحكمون بينهم في قضاياهم، ومن الطبيعى أن تختلف آراؤهم في مثل هذه الأمور، وبقى اختلافهم هذا ينتقل من جيل إلى جيل، حتى نشأت مدارس الفقه المختلفة: الحنفية، والشافعية، والمالكية، والحنبلية. ثم كان الفقهاء والعلماء في الأجيال المتلاحقة قد احتاجوا في البحث وتمحيص مسائل الفقه والحديث إلى الإسناد، لتعذر تميز قوتها من سقيمها بدونه، ولذلك فقد نشأ علم الرجال وتدوين طبقات العلماء، فقاموا بتدوين تراجم الفقهاء، وألَّف الشيخ أبو عبد الرحمن هيثم بن عدي الثعالبي (المتوفى ٢٠٧ هـ) في ذلك "طبقات الفقهاء والمحدثين"، والشيخ عبد الملك بن حبيب المالكى (المتوفى ٢٣٨ هـ) "طبقات الفقهاء والتابعين"، كما ألَّف الشيخ محمد بن عبد الملك، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازى، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وآخرون في طبقات الفقهاء.

1 / 24