ما تميّزت به الفارضية.

سبق أن الفارضي شرع في نظمه بعد اطلاعه على نظم الرحبية بإشارةٍ وردت في مقدمته، غير أنه ميَّز نظمه بأمور نَبّه إليها د. الشويعر منها:

* أنه جعل نظمه على المذهب الحنبلي، بينما الرحبية على المذهب الشافعي، ومذهب الحنابلة يخالف الشافعية في بعض المسائل كما في ((الجدات والغرقى والهدمى)) وغيرهما.

*أنها زادت عليها بمسائل وأبواب كاملة، كالغرقى والهدمى وبابي الردِّ وذوي الأرحام، وإن كان الرحبي لم يذكرها في نظمه جرياً لما عليه المذهب الشافعي من عدم اعتبارها في الإرث، ومع هذه الزيادات فلم تؤثّر في وجازة النظم، فإنَّ عدد أبيات الفارضية أقل من عدد أبيات الرحبية.

*ندرة الحشو فيها بخلاف ما عليه الرحبية، كما ذكر الفارضي في منظومته، لكنه قال أيضا مادحاً هذا الحشو: وحشو الرحبي سكر^(١).

ثناء العلماء على الفارضية.

لقد أثنى العلماء على هذه المنظومة البديعة وأشادوا بها:

*قال العلامة الشنشوري: ((إنها مهذبةٌ مختصرة وجيزة، أجاد فيها ناظمها وأفاد ... سلك فيها طريق التمييز بعبارة الإيجاز)).

*وقال الشيخ ابن بدران: ((فتأملتها فإذا هي الضالة المنشودة، والفريدة المفقودة)).

*وقال الشيخ محمد جميل الشطي: ((بديعة النِّظام، جامعة للأحكام،