والتعريف الأول هو الصحيح، المعول عليه (^١)، يؤيده المعني اللغوي - المتقدم -، وهو ما دل عليه معني الصاحب في القرآن، كقوله - تعالى - في النبي ﷺ: ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)﴾ (^٢)، وقوله: ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ (^٣). وصح عن النبي ﷺ قوله في عدة أحاديث: (طوبى لمن رآني)، وقوله: (لا تمس النار مسلمًا رآني) (^٤) ... وهذه الأدلة في أدلة أخرى كلها تدل على مطلق الصحبة، والرؤية، ليست واردة في مقدار خاص منها - والله أعلم -.
والتعريف الثاني للصحابي تعريف مرجوح، اعتمد أصحابه على الاستعمال، والمعنى العرفي للصاحب - فيما يظهر - (^٥)، والله تعالى أعلم.
قال الإمام أحمد ﵀ في عقيدته (^٦): (كل من صحبه - سنة، أو شهرا، أو يوما، أو ساعة، أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه). ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه (^٧): (والصحبة اسم جنس،
(^١) انظر: قولي الإمام أحمد، والبخاري - رحمهما الله - في الكفاية للخطيب (ص/ ٩٩)، وانظر: صحابة رسول الله ﷺ (ص ٧١ - ٧٧).
(^٢) من الآية: (٤٦)، من سورة: سبأ.
(^٣) الآية: الثانية، من سورة: التكوير.
(^٤) انظر الأحاديث ذوات الأرقام/ ٤٥ - ٥٤.
(^٥) وانظر: التقييد (ص/ ٢٥٦)، ومسلم الثبوت (٢/ ١٥٨)، والبحر المحيط (٤/ ٣٠١ - ٣٠٢)، ومحاضرات في علوم الحديث للتازي (١/ ١٣١).
(^٦) كما في: شرح أصول الاعتقاد (١/ ١٦٠).
(^٧) كما في: مجموع الفتاوى (٤/ ٤٦٤).