393

Al-Adhkar by An-Nawawi

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

সম্পাদক

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

প্রকাশক

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

প্রকাশনার স্থান

بيروت - لبنان

জনগুলি

١٢٠٥ - وفيه عن أبي أمامة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " إنَّ لِلَّهِ تَعالى مَلَكًا مُوَكَّلًا بِمَنْ يَقُولُ: يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَمَنْ قالها ثلاثًا قالَ لَهُ المَلَكُ: إنَّ أرْحَمَ الرَّاحِمينَ قَدْ أقْبَلَ عليك فسل " (١) .
(بابٌ في آدابِ الدعاء)
اعلم أن المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدّثون وجماهير العلماء من الطوائف كلها من السلف والخلف: أن الدعاء مستحبّ، قال الله تعالى: (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: ٦٠] وقال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) [الأعراف: ٥٥] والآيات في ذلك كثيرة مشهورة.
وأما الأحاديث الصحيحة، فهي أشهر من أن تُشهر، وأظهر من أن تُذكر، وقد ذكرنا قريبًا في الدعوات ما به أبلغ كفاية، وبالله التوفيق.
وروينا في " رسالة الإِمام أبي القاسم القشيريّ " ﵁ قال: اختلفَ الناسُ في أن الأفضل الدعاء، أم السكوت والرضى؟ فمنهم من قال: الدعاء عبادة، للحديث السابق " الدُّعاءُ هُوَ العبادة " (٢) ولأنَّ الدعاءَ إظهارُ الافتقار إلى الله تعالى.
وقالت طائفة: السكوت والخمودُ تحت جريان الحكم أتمّ، والرضا بما سبق به القدر أولى، وقال قوم: يكون صاحبُ دعاءٍ بلسانه ورضا بقلبه ليأتيَ بالأمرين جميعًا.
قال القشيري: والأولى أن يُقال: الأوقات مختلفة، ففي بعض الأحوال الدعاء أفضل من السكوت، وهو الأدب، وفي بعض الأحوال السكوت أفضل من الدعاء، وهو الأدب، وإنما يُعرف ذلك بالوقت، فإذا وجدَ في قلبه إشارةً إلى الدعاء، فالدعاءُ أولى به، وإذا وجد إشارةً إلى السكوت، فالسكوتُ أتمّ.
قال: ويصحّ أن يُقال ما كان للمسلمين فيه نصيب، أو لله ﷾ فيه حقّ، فالدعاء أولى، لكونه عبادة، وإن كان لنفسك فيه حظّ فالسكوت أتمّ.
قال: ومن شرائط الدعاء أن يكون مطعمُه حلالًا (٣) .

(١) وفي إسناده ضعيف.
(٢) وهو حديث حسن.
(٣) والدليل على ذلك ما رواه مسلم في " صحيحه " رقم (١٠١٥) في الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب
الطيب، ولفظه: " عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: أيها الناس إن الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقالَ: (يا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: ٥١]، وَقالَ: (يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما (*) =

1 / 395