92

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

তদারক

خالد بن عثمان السبت

প্রকাশক

دار عطاءات العلم (الرياض)

সংস্করণের সংখ্যা

الخامسة

প্রকাশনার বছর

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

প্রকাশনার স্থান

دار ابن حزم (بيروت)

জনগুলি

أي: مُذَلَّلِ. وقول زُهَيْرٍ (^١): كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ ... مِنَ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةَ سُحُقَا أي: مُذَلَّلَة. وكذلك يطلق القتلُ على كسرِ الشِّدةِ، ومنه قتلُ الخمرِ بالماءِ، أي: كسرُ شِدَّتِهَا بالماءِ، كما قال حسانُ ﵁ (^٢): إِنَّ الَّتِي نَاوَلْتَنِي فَرَدَدْتُهَا ... قُتِلَتْ قُتِلَتْ فَهَاتِهَا لَمْ تُقْتَلِ يعني بِقَتْلِهَا: إضعافُ شِدَّتِهَا بمزجها بالماءِ. وقولُه: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾ جمعُ قِلَّةٍ؛ لأن (الأَفْعُل) من صيغِ جموعِ القلةِ (^٣). وما يَزْعُمُهُ بعضُ النحويين والمفسرين من أن مثلَ هذه الآيةِ جِيءَ فيه بجمعِ القلةِ موضعَ جمعِ الكثرةِ فهو خلافُ التحقيقِ؛ لأن ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾ أُضِيفَ إلى معرفةٍ، واسمُ الجنسِ مُفْرَدًا كان أو جَمْعًا إذا أضيفَ إلى معرفةٍ اكتسبَ العمومَ (^٤). والشيءُ الذي يعمُّ جميعَ الأفرادِ لا يُعْقَلُ أن يقالَ فيه: إنه جَمْعُ قِلَّةٍ؛ لأن جمعَ القلةِ لا يتعدى العشرةَ، وهو بعمومِه يشملُ آلافَ الأفرادِ، فالتحقيقُ ما حَرَّرَهُ علماءُ الأصولِ في مبحثِ التخصيصِ (^٥) من أن جموعَ القلةِ وجموعَ الكثرةِ لا يكونُ الفرقُ بينها ألبتةَ إلا في التنكيرِ، أما في التعريفِ فإن

(^١) انظر: البحر المحيط (٧/ ٣٤)، اللسان (مادة: سحق) (٢/ ١٠٩)، الدر المصون (٨/ ٥٤١). (^٢) ديوان حسان بن ثابت ص١٨٥، الخزانة (٢/ ٢٣٨). (^٣) انظر: التوضيح والتكميل (٢/ ٣٩١). (^٤) مضى عند تفسير الآية (٤٧) من هذه السورة. (^٥) انظر: البحر المحيط للزركشي (٣/ ٨٤ - ٩٣).

1 / 96