273

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

সম্পাদক

خالد بن عثمان السبت

প্রকাশক

دار عطاءات العلم (الرياض)

সংস্করণের সংখ্যা

الخامسة

প্রকাশনার বছর

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

প্রকাশনার স্থান

دار ابن حزم (بيروت)

জনগুলি

حالِ كونِه بَاغِتًا. أي: مُفَاجِئًا (^١) من أن تعلمونَه بأسبابٍ، ولا عِلْمَ لكم به.
وقولُه: ﴿جَهْرَةً﴾ أن يَأْتِيَكُمُ العذابُ بعدَ أن تُعَايِنُوا أسبابَه، وتَرَوْا أَوَائِلَهُ، حتى يقعَ بكم ﴿جَهْرَةً﴾ عيانًا وأنتم تنظرون إليه (^٢).
هذا التحقيقُ في الفرقِ بين البغتةِ والجهرةِ هنا. إن أتاكم عذابُ اللَّهِ مفاجئًا من غيرِ أن يتقدمَ لكم به علم، أو جهرةً بأن عَايَنْتُمْ مبادئَه، ورأيتم أولَ نزولِه، حتى وقعَ جهارًا وأنتم تنظرونَ. ﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلَاّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ هذا الاستفهامُ بمعنى النفيِ؛ ولذا جَاءَ مُقَابِلًا بـ (إلا) التي تُقَابِلُ النفيَ (^٣). والمعنى: ما يُهْلَكُ إلا القومُ الظالمونَ الكافرونَ.
وفي الآيةِ سؤالٌ معروفٌ: جاء في الأحاديثِ الصحيحةِ (^٤) أن العذابَ إذا نَزَلَ بقومٍ كفارٍ شَمِلَ مَنْ فيهم مِنَ المسلمين، وهذه الآيةُ بَيَّنَتْ أنه لَا يُهْلَكُ إِلَاّ القومُ الظالمون؟
أُجِيبَ عن هذا: بأن العذابَ لو شَمِلَ وَأَهْلَكَ مَنْ هو معهم، أن هذا الهلاكَ تمحيصٌ له، وأنه يُبْعَثُ يومَ القيامةِ في نعمةٍ من اللَّهِ ورحمةٍ وأجور.
وقال بعضُ العلماءِ: لا يتعينُ هذا كما دَلَّتْ عليه قصصُ

(^١) انظر: ابن جرير (١١/ ٣٨٦)، القرطبي (٦/ ٤٢٩).
(^٢) انظر: ابن جرير (١١/ ٣٨٦).
(^٣) انظر: الدر المصون (٤/ ٦٣٧).
(^٤) ورد في هذا المعنى من حديث أم سلمة، وعائشة، وزينب بنت جحش ﵅. انظر: جامع الأصول (٢/ ٢٣١)، (١٠/ ٤١٥)، (١١/ ٧٢٦).

1 / 277