"فظلم أهل الذمة، وهم أولئك المحتمون بحمى الإسلام من غير المسلمين، كان يحكم عليه بالمعصية وتعدي الشريعة. ففي بعض المرات عامل حاكم إقليم لبنان الشعب بقسوة عندما ثار ضد ظلم أحد عمال الضرائب، فحكم عليه بما قاله الرسول [- صلى الله عليه وسلم -]: (من ظلم معاهدا، وكلفه فوق طاقته فأنا حجيجه يوم القيامة). وفي عصر أحدث من هذا ما رواه بورتر Porter في كتابه (خمس سنين في دمشق) من أنه رأى بالقرب من بصرى (بيت اليهود) وحكى أنه كان في هذا الموضع مسجد هدمه عمر [- رضي الله عنه -] لأن الحاكم قد اغتصبه من يهودي ليبني عليه هذا المسجد!"(1).
المبحث السابع
قيم حضارية في غزوة بدر [ نموذجا]
كثيرة هي تلك القيم الحضارية التي ظهرت في غزوة بدر[الجمعة 17 رمضان 2ه - 13مارس624م]كأحداث رئيسية في هذه المعركة..تلك المعركة التي لم تكن في حسبان جيش المسلمين الذين خرجوا لمطاردة ثفقة تجارية لقريش قادمة من الشام يقودها أبو سفيان بن حرب، كمحاولة جديدة لاسترداد بعض أموال المسلمين التي صادرتها قريش !
ولكن قضى الله أمرا غير الذي أراده المسلمون، فقد استطاع أبو سفيان أن يفلت بالقافلة، بعدما أرسل الى مكة من يخبر قريشا بالخبر غير الذي أراده المسلمون، فغضب المشركون في مكة، فتجهزوا سراعا، وخرجوا في ألف مقاتل .. أما أبو سفيان فقد أرسل إلى قيادات مكة ، من يخبرهم بأن القافلة قد نجت، وأنه لا داعي للقتال، وحينئذ رفض أبو جهل إلا المواجهة العسكرية..
وفيما يلي نقف - سريعا - على بعض القيم الحضارية المستفادة من هذه الغزوة :
المطلب الأول : لا نستعين بمشرك على مشرك :
পৃষ্ঠা ৫৪