وهناك الرئيس الأمريكي الآخر جيمس غازفيلد. كان كناسا وبغالا، وأخيرا صار قارع الجرس في الكلية التي تخرج منها، وقل لي بعد هذا: ليس لي وسائل لأرتقي وأتقدم.
أأذكر لك الجزار، ومحمد علي، والمير بشير، وغيرهم ممن ولوا الأحكام؟
أم أذكر لك الفارابي الفيلسوف، والمطران الدبس صاحب تاريخ سوريا الضخم الذي كان طالبا فقيرا شديد الحاجة إلى حذاء، فاشتراه له رفاقه، ولم يحل الحسد بينهم وبين تلك المكرمة؟
والأنبياء، صلوات الله عليهم، أليسوا أبناء فقر؟ أما التقط آل فرعون موسى ليكون لهم عدوا؟
والسيد المسيح، أما كان ابن نجار، وعاش وليس له مكان يسند إليه رأسه، ثم مات وما على جلده قميص؟
ومحمد رسول الله، هل كان من تجار قريش؟ أما مات ودرعه مرهونة؟
وأبو بكر، أما مات ولا ثروة عنده؟ أما أمر أن ترسل القطيفة التي كان يتخفف بها إلى بيت المال؟
ثم ما لك ولهؤلاء. جل جولة خفية واسأل عن صروح الأعمال في عواصم الشرق، فيقولون لك هذه لمن وتلك لمن. لست أسمي لك واحدا؛ لأنك تعرف المشهورين منهم، وستستغرب متى سموا لك جددا. ليس المهم أن تعرف أسماءهم ولكن المهم أن تعرف أنهم كانوا مثلي ومثلك.
ليس في الدنيا فقير يحق له أن يقول: ليس لدي رأس مال فكيف أباشر عملا وأبلغ ما بلغ الناجحون في الحياة.
وكيف يقول ذلك من يحمل رأس ماله في يديه وهو لا يعرف أنه حامله؟ اشتر، عفوا، استعر كتابا يشرح لك تكوينك العجيب المحصور بيانه بهذا البيت الشعري الصغير:
অজানা পৃষ্ঠা