وأخيرا اتخذ مهنة فهي عقار لا يبور. ومهما عملت فكن أعظم من عملك وفي ذلك فلاحك.
إذا كان الحيوان يروز حملته قبل أن يقدم عليها، فلا يقفز من عبر إلى عبر إلا بعد التحقق من قدرته على ذلك، أفلا يجدر بك أن تكون أنت خيرا منه؟!
احذروا الغضب
الغضب هو أحد فرعي غريزة حفظ البقاء في زعم علماء النفس.
فغريزة حفظ البقاء عندهم قسمان: دفاعي وهجومي. فغريزة الخائف دفاعية، فلا تلمه إذا شمع الخيط وأنقذ فخارته من التحطيم، كما عبر أبو دلامة.
أما القسم الهجومي فهو غريزة الغضب التي تشتعل في النفس وتحرق ما يقف في وجهها، وأحيانا تحرق نفسها ولا تبالي، ولا يطفئ نارها إلا منازلة الخصم. إنها الغريزة التي لا تقاوم. وقد نفخ الشعراء في نارها فأضرموها، حتى إن أبا الطيب حرض على الغضب وجعله طويل العمر بقوله:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
وكما أن المتنبي لا يهادن أبدا، فهناك شعراء قبله وبعده حثوا على حب السلامة والمغفرة.
أما السلف الصالح فقاوم بالمثل جاهلية الناس ليكسروا من حدة شرتهم وستأتيك أخبارهم.
অজানা পৃষ্ঠা