============================================================
هو ما انتقاه أيضا المقريزى وضمته كتابه الشهير " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار" ولم أجد مؤرحا غير المقريزى والثوئرى ، ورما ابن ظافر الأووى (1) ، استفاد من تاريخ ابن المأمون، سوى إشارة مغرضة لابن سعيد المغربى لاتدل على أنه اطلع على الكتاب أو تصفحه على أقل تقدير وإن أقادتتا فى التعرف على أجزاء الكتاب ، يقول : 001. فصيف فى تاريخهم كتابا، وقفت عليه فلم أر أجمع للهذيان منه ، وهو فى أريع مجلدات لايقدر المنتقى يختار منه شيئا إلأ ماندر ، ولعل ذلك أقل من القلمل" (2) .
فالكتاب، كما سترى، حافل بمعلوماته، غنى بتفصيلاته ، فهو إلى جانب كونه المصدر الوحيد لخلاقة الآمر بأحكام الله، جاة غنيا بمعلومات تفصيلية عن نظم الدولة ورسومها فى وقت تولى والده المأمون البطائحى الوزارة ، مقارنة بعهد سلفه الأفضل بن بثر الجمالى : لذلك فإن المقريزى اكثر من الاعتماد عليه والنقل عنه فى كتابه " الخطط" فى الفصل الذى عقده لذكر رسوم دار الخلافة الفاطمية، وفى مواضع أخرى متفرقة، بينما لم يعول فى النقل عنه كثيرأ فى كتابه التاريخى " اتعاظ الحتفا " فالمعلومات التبى أوردها ابن المأمون عن نظام بلاط الفاطميين ، هى وصف دقيق لرسوم القوم فى وقت استقرت فيه الخلافة واكتملت مظاهر عظمتها، بعد ما آصابها من ضعف ووقن فى زمن المستتصر، ويعد أن أعاد إليها بدر الجمالى وحلفاؤه كثيرأ من استقرارها وقوتها. فقد دحلت مصر، فىى الفترة بين وفاة الوزير التازورى عام 449 هوجيىء القائد بدر الجمالى فى عام 467 ه، فى أزمات إدارية كبيرة أفقدت الدولة رهبتها وهييتها حتى إنه ، ف هذه الفترة القصيرة، آبعد أربعة وخمسون وزيرا واثنان وأربعون قاضيا ، وأثرت الفتن والمجاعات والآويعة على البلاد . بينما تولى فى الفترة من عام 467 ه وحتى عام 519 ه ثلاثة وزراء فقط هم : بدر الجمالى، وابنه الأفضل شاهنشاه، والمأمون بن البطائحى ، فلما عزل المأمون فى سنة 519 ه استبد الخليفة الآمر بالأمر ولم يستوزر أحدا حتى وفاته ف تة24ه
(1) ابن ظافر : أخيار الدول المنقطعة 92و.
(1) اين سعيد : التجوم الزاهرة فى حلى حضرة القاهرة 363.
পৃষ্ঠা ১৪