============================================================
وعدها النجب والبخاتيى بالأقتاب الملبسة بالدبيقى الملون المرقوم ، وعرض السلاح وآلات الموكب جميعها، ونصبت الكسوات على باب العيد وضربت طول الليل، وحملت الفطرة الخاص التى يفطر عليها الخليفة بأصناف الجوارشات بالمسك والعود والكافور والزعفران والتمور المصبغة التى يستخرج مافيها وتشى بالطيب وغيره وتسد وتختم، وسلمت للمستخدمين في القصور وعبيت) فى مواعين الذهب المكللة بالجواهر، وخرجت الأعلام والبنود، وركب المأمون فلما حصل بقاعة الذهب أحذ فى مشاهدة السماط من سرير الملك إلى اخرها وخرج الخليفة لوقته من الباذهئج وطلع إلى سرير ملكه وبين يديه الصوانى المقدم ذكرها واستدعى بالمأمون فجلس عن يمينه بعد أداء حق السلام ، وأمر بإحضار الامراء المميزين والقاضى والداعى والضيوف وسلم كل منهم على حكم ميزته . وقدمت الرسل وشرفوا بتقبيل الأرض ، والمقرئون يتلون والمؤدتون يهللون ويكبرون، وكشفت القوارات الشرب المذهبات عما هو بين يدى الخليفة فبدأ وكبر وأخد بيده ثمرة فأفطر عليها وناول مثلها الوزير فأظهر الفطر عليها ، وأخذ الخليفة فى آن يستعمل من جميع ماحضر وينال وزيره منه وهو يقيله ويجعله فى كمه، وتقدمت الأجلاء لإخوة الوزهر وأولاده من تحت السرير وهو يتاوهم من يده فيجعلونه فى آكمامهم بعد تقبيله، وأحذ كل من الحاضرين كذلك ويومىء ، بالفطور ويجمله فى كمه على سبيل البركة ، فمن كان رأيه الفطور أفطر ومن لم يكن رأيه أومأ وجعله فى كمه لاينتقد على أحد فعله، ثم قال المأمون بعد ذلك : ماعلى من يأخذ من هذا المكان نقيصه بل له به الشرف والميرة ، ومد يده وأحذ من الطيفور الذى كان بين يديه عود نبات وجعله فى كمه بعد تقبيله، وأشار إلى الأمراء فاعتمد كل من الحاضرين ذلك وملأوا أكمامهم، ودخل الناس فأخذوا جميع ذلك. ثم خرج الوزير إلى داره والجماعة فى ركابه فوجد التعبية فيها من صدر المجلس إلى آخره على ما أمر به ، ولم يعدم مما كان بالقصر غير الصوانى الخاص، فجلس على مرتبته والأجلاء أولاده واستدعى بالعوالى من الأمراء والقاضى والداعى والضيوف فحضروا وشرفرا بجلوسهم معه وحصل من مسرتهم بذلك مايسطهم ورفعوا اليسير مما حضر على سبيل الشرف ثم انصرفوا. وحضرت الطوائف والرسل على طبقاتهم إلى آن حمل جميع ماكان بالدار بأسره وانقضى حكم الفطور وعاد للتنفيذ فى غيره وضربت الطبول والأيواق على أبواب القصور والدار المأمونية وأحضريت التغابير وفرقت على أريا بها
পৃষ্ঠা ১০৫