ولما رأى محمد بن عبد الله وأخوه إبراهيم ما صنع بأبيهما وأهل بيتهم خرجا على أبي جعفر المنصور العباسي ... خرج ذو النفس الزكية بالمدينة واستولى عليها مع أنصاره وبايعه أهلها بالخلافة إلا القليل وكون دولته وأسند الشرطة والديوان والقضاء لمن تبعه من أهل المدينة من أبناء الصحابة وكان ذلك في رجب سنة 145ه (1).
فجهز المنصور له على أثر ذلك جيشا عظيما بقيادة عمه عيسى بن موسى ونزلوا على بعد ميل من المدينة وكان محمد بن عبد الله قد تحصن بالمدينة وحفر بينه وبين جيش المنصور خندقا في ناحية الخندق الذي حفره الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة الأحزاب ولكن جيش عيسى بن موسى كان ضخما ومستعدا فاقتحم عليه الخندق ونشبت المعركة واستمرت للعصر وما بعده وتفرق جيش ذى النفس الزكية ونزل عن فرسه وعقرها وأخذ يقاتل هو ومن بقي معه حتى قتل في رمضان سنة 145ه عند أحجار الزيت - ومحلها في المناخة - ولم يقتل حتى قتل خلقا كثيرا من جيش عيسى كما أن أخاه إبراهيم خرج على المنصور في البصرة وقتل هو أيضا (2).
بعد ذلك استقرت الأوضاع في المدينة ومرت بسنوات هادئة انتهت فيها الفتن وازدهرت المدينة اقتصاديا وعمرانيا وشهدت توسعة في المسجد النبوي الشريف في عهد المهدي سنة 161 - 165ه (3).
### |||| ثالثا: الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية
والعمرانية للمدينة في حياته:
الأحداث السياسية:
পৃষ্ঠা ২৭