ولا شك أن كتاب ابن زبالة رائد في ميدانه، فهو أسبق الكتب عن المدينة المنورة زمانا، وأكثرها تأثيرا في مناهج الكتب المشابهة في تراثنا، بدءا من ابن شبة، ووصولا إلى السمهودي، فهؤلاء جميعا على ما يبدو من الروايات التي نقلوها عنه في أبواب كتبهم وفصولها حذو حذوه في الجمع بين الحديث عن تاريخ المدينة المنورة ومعالمها وفضائلها وأسمائها، حتى ليصح أن تقول إن التأثر الأكبر بكتاب ابن زبالة ربما يكون في منهجية كتب المدينة المنورة التراثية، وفي تحديد الأبواب والفصول الرئيسة فيها.
ويسر مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة أن ينشر هذا البحث
القيم، وهو في أصله رسالة جامعية لنيل درجة الماجستير، من فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، وأن يقدم من خلاله ما تبقى من أول كتاب في تاريخ المدينة المنورة، ويقدم في الوقت نفسه دراسة منهجية مركزة عنه.
والمركز الذي جعل هدفه الأول تتبع التراث الحضاري للمدينة المنورة وجمعه ودراسته ونشره، ليعد هذا الكتاب أيضا رسالة إلى الباحثين الذين كتبوا عن المدينة المنورة، والذين سيكتبون عنها، بأنه يفتح أبوابه واسعة لكل عمل منهجي في هذا الميدان.
والله ولي التوفيق.
د. عبد الباسط بدر
مدير عام مركز بحوث ودراسات
المدينة المنورة
পৃষ্ঠা ৪