إبراهيم بن محمد بن عبد الله الجعفري أن محمدا أحرج فخرج قبل وقته الذي فارق عليه أخاه إبراهيم، فأنكر ذلك. . .» [١].
فهل لنا أن نفهم من طريقة ابن شبّة في التحديث أنه يروي مباشرة عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله ابن أبي الكرام الجعفري هذا؟ لقد عمّر ابن شبّة طويلا، فقد ولد سنة ١٧٣/ ٧٨٩ أي أنه كان قد بلغ تسعين سنة قمريّة عند وفاته، ممّا أتاح له العلو في أسانيده، فلا يعود احتمال سماعه المباشر من أحد أولاد ابن أبي الكرام-أو أحد أحفاده-بالأمر المستغرب [٢]. غير أن رواية لابن شبّة عند الطبري تظهر أنّه يتّصل بإبراهيم بن محمد الجعفري عن طريق ابن زبالة، وقد ألّف ابن زبالة كتابا في «أخبار المدينة» سنة ١٩٩/ ٨١٤ [٣]. والسند المذكور عند الطبري: «حدّثني محمد بن الحسن بن زبالة، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد، قال:. . .» [٤]. ولا نعرف لمن تعود «حدّثني» الأولى، والأغلب أن القائل هو عمر بن شبّة، فقد كان الطبري يروي عنه قبل ذلك. يبقى علينا الآن أن نتحقق إن كان المقصود واحدا عند ذكر هؤلاء الجعفريين الثلاثة:
١) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله (المذكور في
_________
[١] تاريخ ٧/ ٥٥٢ (-٣/ ١٨٩)؛ وقارن ب T .Nagel،op .cit .٩٣٢ f
[٢] كنت قد رجّحت في مقالي المذكور سابقا أن عمر بن شبّة لم يكن ليرو عن الجعفري هذا للفارق الزمني بينهما، ولم أجد كذلك رواية له عنه في «أخبار المدينة» لابن شبة. وأرى الآن أن سماعه منه كان أمرا محتملا، قارن ب٧٤ (٣٩٩١)، P .١٨٢. M .JARRAR،IN:Asiatische Studien:
[٣] انظر عن ابن زبالة GAS ٣٤٣/ ١ F .;T .Nagel،in:Der Islam ٧٤(٠٧٩١)،p .٥٣٢ - ٦٣٢. مقدمة أكرم ضياء العمري على كتاب «أزواج النبي» لابن زبالة؛ وصالح أحمد العلي، الحجاز في صدر الاسلام ٢٩ - ٣١.
[٤] تاريخ ٧/ ٥٩١ (-٣/ ٢٤١).
1 / 21