هذه. مما يؤدي بالتالي لقبول النظرة التاريخيّة التي كانت سائدة في ذلك العصر-أي بعد مرور قرنين على تأسيس الدولة العباسيّة ونجاح «ايديولوجيتها» ومؤسساتها إلى حدّ بعيد، وبعد تكوّن الاتجاهات الكبرى كالشيعة الاثني عشرية وأهل السنة والجماعة وقيام دولة الإسماعيلية في مصر الخ. . . -والعمل على تحويرها بما يتلاءم مع الفهم الزيدي-كما استقرّ عند تأسيس الدولة-فما تتضمنه هذه الكتب من معلومات هو إعادة كتابة التاريخ بنظرة استرجاعيّة. ولا يمكننا أن ننفي، بالطبع، اعتماد هؤلاء على مصادر متنوعة وروايات ووثائق يعود قسم كبير منها لفترة الدعوة/الدعوات السريّة وكذلك لتراث شفهي توارثته الأجيال، إلا أنه لا يسعنا أن نفترض أنّ كل هذا التراث هو تراث صحيح، موثوق به ومتجانس! هذا ما عنيته بقولي.
أننا ما زلنا في البدايات وأنه يجب دراسة هذا التراث لتمييزه وفحص مصادره كل واحد على حدة، ودراسة رواته والتأكد من صحة الوثائق وموثوقيّتها ودراسة لغتها ويناها الخ. .
٣. كتاب أخبار فخ
يعد الكتاب الذي بين يدينا من أوائل الكتب التاريخيّة الزيديّة، وهو يتناول فترة محدّدة تبدأ بمعركة فخ ويتابع مصائر يحيى وإدريس ابني عبد الله، ويقدّم معلومات جديدة غنيّة ومتميّزة. عندما تمّ اكتشاف مخطوطة هذا الكتاب في برلين كان الظن أنها مخطوطة فريدة، (Uniqum) وقد ذكرها البروفسر غريغور شولر في فهرسته للمخطوطات العربية التي كانت ما تزال مركونة في الصناديق في مكتبة برلين [١]. وتحمل المخطوطة عنوان «أخبار فخ
_________
[١] Arabische Handschriften،Teil II،N؟ .٢٢٣،٣٢٣،٦٠١ - ٨٠١. G .Schoeler،Verzeichnis der orientalischen Handschriften in Deutschland
1 / 15