وبه قال: أخبرنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا سلام بن أبي عمرة(1)، عن معروف بن الخربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما قدم أصحاب النبي المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله: لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا، ثم أن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد، و[إن]النبي صلى الله عليه وآله بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: إن الله يأمرك أن تخرج من المسجد وتسد بابك الذي فيه وتخرج، فقال: سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى عمر فقال: إن رسول الله يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد وتخرج منه، فقال: سمعا وطاعة لله ورسوله، غير أني أرغب إلى الله في خوخة إلى المسجد(2)، فأبلغه معاذ ما قاله عمر، ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية فقال: سمعا وطاعة فسد بابه، وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه وقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله وعلي على ذلك يتردد ولا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبي صلى الله عليه وآله قد بنى له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبي : أسكن طاهرا مطهرا، فبلغ حمزة قول النبي لعلي فقال: يا محمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب! فقال له نبي الله: لو كان الأمر إلي ما جعلت دونكم من أحد، والله ما أعطاه أياه إلا الله، وإنك لعلى خير من الله ورسوله أبشر فبشره النبي فقتل يوم أحد شهيدا، ونفس ذلك رجال على علي فوجدوا في أنفسهم وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقام خطيبا فقال: ((إن رجالا يجدون في أنفسهم أني أسكنت(1) عليا في المسجد والله ما أخرجتهم ولا أسكنته إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه {أن تبوأا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة}[يونس:87] وأمر موسى أن لا يسكن مسجده، ولا ينكح فيه، ولا يدخله إلا هارون وذريته، وإن علي مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي، ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته فمن ساءه فهاهنا وأومى بيده نحو الشام)) (2).
পৃষ্ঠা ১৬