بجمع وثائق الزياتي وترتيبها ١، وجمع فتاواه- أيضًا- وفتاوى شيخه، وفتاوى متأخري المغرب.
فقد قال: (هذه جملة وافرة جمعتها من فتاوى فقهائنا المتأخرين حملنا على الاعتناء بها والاغتباط بجمعها ما احتوت عليه من مسائل العلم والدين، وربما يعزّ وجود بعضها بل الكثير منها في دواوين من قبلها من المتأخرين والأقدمين.
ولما كانت نوازل الفقيه العالم المشارك المحصل أبو فارس سيدي عبد العزيز الزياتي- ﵀ لم يستخرج منها إلاّ النذر القليل، وبقيت مسائل كثيرة معرضة للتلاشي والتبديل، وكانت هذه المسائل التي لم تستخرج منها عرض لها التلاشي، من قلّة اعتناء القواشي، واعتنى بتلخيص الكثير منها في ذلك التلاشي، الفقيه العالم فريد عصره ووحيد دهره قاضي القضاة وآخر قضاة العدل سيدي أبو القاسم العميري ٢ ﵀، لكن خلّصها من التلاشي العارض لها، وأبقاها على حالها من اختلاط مسائلها من غير ترتيب ولا تبويب، ولعلّه- ﵀ اخترمته المنية قبل أن يفي بما وعد من التبويب، وقبل أن يردّ كل مسألة لبابها المعهود لها على ما هو مطلوب في الترتيب. اقتضت القريحة أن بوّبت ورتبت هذا المختلط، وكذا غيره ممّا وقعت عليه منها مختلطًا ولم يقف عليه القاضي المذكور، وهو من ذلك النمط، وبه في الحقيقة ألتحق وأرتبط، ثم أضفت إلى ذلك المخلص والنذر القليل المستخرج فتاوى ونوازل جمّة صدرت من فحول فقهائنا، وأشياخ أشياخنا الأئمة وغيرهم ممّن تقدمهم أو عاصرهم ٣.
وهكذا يتبيّن: أن الكتاني وقع في وهم حيث فرق بين النوازل وبين ما جمعه
_________
١ - قال محمد الكتاني- في ترجمة الشيخ التُّسولي-: (وجمع وثائق الزياتى ورتّبها أحسن ترتيب). أنظر: سلوة الأنفاس:١/ ٢٣٨.
٢ - أنظر: ترجمته في: ٢٣٥.
٣ - الجواهر النفيسة فيما يتكرّر من الحوادث الغربية:١/ ١ - أ، ب.
1 / 55