بإعلام الناس بذلك، ويحضر القريب من العدول حيثما نزل، ولا يعتمد في ذلك على نوابه.
وكان مع مشاركته في فنون العلم يقتصر في الغالب على تدريس العبادات ويقول: "إنّ حاجة الناس إليها أشدّ من غيرها"، فكان له اعتناء خاص بعلم الحديث رواية ودراية.
فتخرج على يديه الكثير من طلبة العلم منهم: ابن أخيه القاضي عبد الصادق ١، ومولود المسكالي ٢ وغيرهم.
وقد حجّ- ﵀ وأثناء رجوعه اجتمع بالجزائر بالمجاهد الأمير عبد القادر، حيث قال- في شأن ذلك كما هو في كتاب إيقاظ السريرة: "الحمد لله: الخط بمحوله بيد ولي الله المجاهد في سبيل الله الحاج الأبر سيدي عبد القادر ابن محيي الدين. أجابني به عن بطاقة كتبتها إليه ونحن بأم العساكر بجامعها الأعظم، وهو نازل بمعسكره قريبًا منها، وذلك في آخر ربيع النبوي عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف (١٢٥٣هـ)، في قفولنا من حجّ بيت الله الحرام وزيارة قبره عليه
_________
١ - عبد الصادق بن محمد بن أحمد بن عبد الصادق الرجراجي، إمام جامع يوسف وخطبه ومدرس العلم به، تولّى قضاء الشياظمة (سنة ١٢٩٩هـ) بعد عجز عمّه الحاج علي بن عبد الصادق عن القيام بوظيفة القضاء. نشأ في الصويرة وأخذ عن عمّه وعن غيره من العلماء، ثم رحل إلى فاس وأخذ عن علمائها ورجع وانتصب للتدريس والافتاء والعدالة. مات- ﵀ "بالصويرة سنة (١٣٢١هـ). أنظر: محمد سعيد الصديقي- إيقاظ السريرة: ١١٢ - ١١٤.
٢ - مولود بن أحمد الشيظمي المسكالي: العلاّمة، الصالح، الزاهد، كان مشاركًا في علوم كثيرة كالعربية والفقه والحساب والفرائض واليب وغير ذلك، رحل إلى فاس وأخذ عن علمائها ثم رجع إلى الصويرة وعيّن بها "عدلًا"، ثم اعتكف على التدريس، وكان حريصًا على بثّ العلم ونشره، فدرس بالزاوية "الشرادية" وقد تولّى (سنة ١٢٩٠هـ) نيابة القضاء بعد سفر القاضي الهواري، كما تولّى الإمامة والخطابة بجامع البواخر فحمدت سيرته إلى أن توفي بالصويرة يوم الثلاثاء ثالث ربيع الثاني عام (١٣١٠هـ). أنظر: محمد سعيد الصديقي- إيقاظ السريرة: ١٠٥ - ١٠٧.
1 / 50