وغيرهم، وانتفع به كثير من طلاب العلم، وكان الشيخ التُّسولي ملازما له طيلة حياته، وهو عمدته.
له "فتاوى" مشهورة جمعها تلميذه الشيخ التُّسولي مع فتاويه ١.
مات- ﵀ (سنة ١٢٤١هـ) ٢.
مكانته في العلم والجهاد
أ - مكانته في العلم:
كان لازدهار الحركة العلميّة في المغرب وتوافر العديد من العلماء والفقهاء وبروز الكثير من المؤلفات، الأثر الهام في شحن همّة الإمام التّسولي إلى دراسة العلوم المختلفة، وتلقيه المادة العلميّة على أيدي أصحابها المهرة، جعلت منه عالمًا مطّلعًا متمكّنًا في العديد من الفنون ومشاركًا فيها، وكانت له الصدارة واليد الطولى في النوازل والأحكام.
وممّا يدلّ على ذلك: كتابه (الجواهر النفيسة فيما يتكرّر من الحوادث الغريية" ٣ الذي جمع فيه نوازل الزياتي ٤ وفتاوى شيخه الدكالي مفتي فاس الذي لازمه وأفاد منه وأخذ عنه علم الفتاوى، وفتاوى متأخري علماء المغرب.
_________
١ - أنظر: المبحث الرابع، آثاره، ص: ٦٤ - ٦٥.
٢ - أنظر: السلاوي- الاستقصا: ٨/ ١٤٥، الكتاني- الشرب المحتضر: ١٤، مخلوف- شجرة النور: ٣٨١.
٣ - أنظر المبحث الرابع، آثاره: ٦٤.
٤ - أبو فارس عبد العزيز بن الحسن (أبي الطيب) الزياتي: الفقيه، المالكي، من سكان تطوان رحل إلى المشرق فأخذ عن بعض الشيوخ بمصر. مات بتطوان (سنة ١٠٥٥هـ). وكتابه هذا سمّاه "الجواهر المختارة ممّا وقفت عليه من النوازل بجبل غمارة". ذكر الزركلي: أنه مخطوط، في نحو ٤٠٠ صفحة كبيرة في خزانة الداودية بتطوان.
أنظر: القادري- نشر المثاني: ٢/ ٣٠، والتقاط الدرر: ١٢٠، البغدادي- إيضاح المكنون: ٢/ ٣٤٧، الزركلي- الأعلام: ٤/ ١٦.
1 / 43