وذلك لمخالفة الفقهاء في اقرائهم عادة الشيوخ، واعراضهم عمّا ينتج التحصيل والرسوخ ١.
وممّن نبغ في عصر الإمام التُّسولي واشتهر كثيرون لا يمكن حصرهم، وسأكتفي بذكر من كان له السبق والشهرة:
ففي التفسير نبغ المفسر الكبير الشيخ الطيب بن كيران ٢ وفي الحديث الحافظ أبو العلاء العراقي ٣، وفي الفقه التاودي بن سودة ٤ والرهوني ٥ وحمدون بن الحاج
_________
١ - أنظر: نص الخطاب كاملًا: في "جامع القرويين" للتازي: ٣/ ٧٢٧ - ٧٢٨.
٢ - الشيخ أبو عبد الله الطيب بن عبد المجيد بن كيران الفاسي العلاّمة، المفسر الكبير، ولد سنة ١١٧٢هـ، كان يدرس التفسير بالقرويين. أخذ عن الشيخ التاودي والبناني وغيرهما، من كتبه "تفسير جليل" من سورة النساء إلى حم غافر، مات سنة ١٢٢٧هـ. أنظر جعفر الكتاني - الشرب المحتضر: ٦٨، وسلوة الأنفاس: ٣/ ٢، كنون- النبوغ المغربي: ١/ ٣٠٤، التازي- جامع القرويين: ٣/ ٨٠٧، محمد الأخضر- الحياة الأدبية في المغرب: ٣٤٥.
٣ - أبو العلاء إدريس بن محمد بن إدريس بن حمدون الحسينى العراقي الفاسي، شهر هو وأهل بيته بالنسبة إلى العراق لقدوم سلفهم منه، كان حافظ المغرب في عصره، وحصل على رياسة الحديث فلم ينازع فيها، من كتبه "المستدرك على الجامع الكبير للسيوطى" فيه نحو العشرة آلاف حديث، مات "سنة ١١٨٣هـ". أنظر: مخلوف- شجرة النور: ٣٥٦، كنون- النبوغ المغربي:١/ ٣٠٢ - ٣٠٣، التازي- جامع القرويين: ٣/ ٨٠٤.
٤ - أبو عبد الله محمد التاودي بن محمد الطالب بن سودة المرّي، الإمام العالم العلاّمة، شيخ الجماعة بفاس، كان مقدّمًا في كل العلوم لاسيّما التفسير والحديث والفقه والتصوّف والكلام والمنطق والأصول، أخذ عن جلّة من مشائخ عصره، من كتبه: "زاد المجد السارى- ط" و"تعليق على صحيح مسلم". مات (سنة ١٢٠٩هـ). (مخلوف- شجرة النور: ٣٧٢، الكتاني- فهرس الفهارس:١/ ١٨٥ - ١٩٠، الزركلي- الأعلام: ٦/ ٦٢، كنون- النبوغ المغربي: ١/ ٣٠٣ - ٣٠٤، محمد الأخضر- الحياة الأدبية في المغرب: ٣٢٢.
٥ - أبو عبد الله محمد بن أحمد يوسف الرهوني الوزّاني، الإمام العلاّمة الحافظ المتقن، اشتغل بقبيلته رهونة، ثم ذهب إلى فاس فدرس فيها الفقه على مشاهير رجالها. من كتبه "حاشيته المشهورة على البناني"، "مات سنة ١٢٣٠هـ). أنظر: مخلوف- شجرة النور: ٣٧٨، الزركلي- الأعلام: ٦/ ١٧، كنون- النبوغ المغربي:١/ ٣٠٥ - ٣٠٦، التازي- جامع القرويين: ٣/ ٨٠٧، محمد الأخضر- الحياة الأدبية في المغرب: ٣٤٨.
1 / 33