وأنا أحب تعجيل ذلك مني لأني على آخر أيامي واقتراب أجلي وفناء مدتي وورودي على ما كنت أصدر عنه. فوددت لقياك للمناظرة والمذاكرة والتفقه في الكتاب والسنة مع ما يرجى المشاورة من عزم الله لهم لأهل المشاورة في الدين من إرشادهم في أمورهم. فإن قدر لك الله النهوض إلى ما قبلنا فليكن معك ما سننظر فيه من كتب أخينا إدريس أكرمه الله الله تعالى وأعانه ووفقه بالتوبة والإزدياد مما طلب، وجعل ذلك له في الله وله. وقد رددت/ جواب كتابه وغيره على قصر علمي، وذلك لا ينبغي لمن علم من نفسه مثل الذي علمت من جفوة البدو مع قلة العلم. ولم أجعلهم في حل من فتوى ما كتبت به إليهم إلا ما وافق كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام فإن رأيت تطلع ذلك وتسقط منه ما أرابك فافعل. والسلام عليك ورحمة الله.
"?"
بسم الله الرحمان الرحيم
لأبي يوسف وريون بن الحسن، من جناو بن فتى...
عافانا الله وإياك من السوء برحمته، ونوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم، والقيام لله بقسطه وعدله في بلاده وعباده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإغاثة الملهوف والقيام للمظلوم، فإن لله صلحاء وحفظة يزينون أمره ويعينون طالبه، فمن كان الحق هواه وضمير قلبه كان الله وليه وناصره، فإنه يقال :خير المؤمنين للمؤمنين أنفعهم للمؤمنين.
أتاني كتابك وفهمت ما سألت عنه. بعض ما سألت عن الأحكام، فاعلم -يرحمنا الله وإياك- أن علمي يقصر عن ذلك مع بدويتي وبلوهتي وكرهت أن أمسك عنك الجواب لمكانك مني مع ما يجب على المسلمين من معاونة الحق وأهله والقائمين به.
পৃষ্ঠা ৩১