فزان المعاصرين لهما هو إدريس الفزاني -وهوعالم فقيه صاحب كتب وتآليف - وقد ذكر جناو بن فتى في خطابه هذا أنه رد جوابه إليه. ثم طلب من عبد القهار بن خلف أن يحضر كتب إدريس لمدارستها والنظر فيها : ».....فإن قدر لك النهوض إلى ما قبلنا فليكن معك ما سننظر فيه من كتب أخينا إدريس أكرمه الله تعالى وأعانه ووفقه بالتوبة والإزدياد مما طلب وجعل ذلك له في الله وله « (¬1) وقال أيضا :» وقد رددت جواب كتابه وغيره « (¬2) وفي هذا إشارة صريحة إلى أن كتابا قد كتب به إدريس الفزاني إلى جناو بن فتى وأنه قد رد جواب كتابه إليه.
... ولكننا لا نجد رده على جواب إدريس في هذه المجموعة التي بين أيدينا - ولعل المستقبل يكشف لنا عنه وعن غيره.
... والكتاب الثالث من جناو بن فتى إلى أبى يوسف وريون بن الحسن .. وبعد مقدمة تحتوي على مواعظ معبرة مؤثرة يوصيه فيها بالتقوى والقيام بالقسط والعدل، ويؤكد فيها على التمسك بالحق والحكم بما أنزل الله ويعتذر فيها عن نفسه اعتذار العلماء الأتقياء، يجب على أربعة عشر سؤالا من مسائل الأحكام أجوبة طويلة مستفيضة، يعرض السؤال ملخصا أولا، ثم يندفع في الإجابة عليه حتى إذا استوفى جوابه انتقل إلى غيره .
... والجواب الرابع من جناو بن فتى أيضا إلى أبي بكر عتيق بن أسدين، وفي هذا الجواب يدخل على المسائل بدون مقدمة على غير عادته. ونحن نرجح أن الناسخ قد أسقط المقدمة من هذه الأجوبة واكتفى بالأسئلة وردودها. ويحتوي هذا الجواب على أجوبة لأربع عشرة مسألة أخرى.
... أما الجوابان الخامس والسادس فقد كتبهما عبد القهار بن خلف. كتب الأول ردا على رجل من إخوانه، ولم يسمه، أرسل إليه يهنئه بزواجه من ربيبة أبيه، ويستوضحه عن سبب عودته في فتياه وإباحته هذا الزواج بعد ما كان يقول بكراهته.
পৃষ্ঠা ৩