ويظهر مما تجمع لدينا من معلومات، أن هذا الإقليم لم يكن يتمتع بالإستقرار الذي يعين على إزدهار الحياة العلمية والثقافية، بل على العكس من ذلك، حيث الغارات وما يصحبها من نهب وقتل وتدمير كانت الطابع الذي يفرض نفسه على الحياة في هذه البلاد.
وتحفظ لنا كتب " السير" هذه القصة عن أهل " تامزاوت " الذين تعرضوا للغارة والقتل فأزعجوا عن بلدهم وغدروها فخلت منهم بعد عمرانها فقد روى عن" أبي بحر الفزاني من أهل تامزاوت صلى بهم العيد بأربعمائة ثم صلى بهم العيد المقبل بمائتين وقيل بمائة فلتفت إليهم بعدما فرغ فقال لهم : إنتقصتم يا أهل تامزاوت فربي يعلم ماذا يحل عليكم. ثم صلى بهم العيد الثالث بخمسين رجلا فالتفت إليهم فقال لهم مثل مقالته الأولى، ثم صلى بهم العيد الرابع بثلاث وهو وإبنان معه، فلما فرغوا إلتفت إلى إبنيه فقال لهم : الرحيل. فاشتغلوا بالرحيل ففاجأهم العدو فوجدهم على الرحيل فدخل إبناه في القتال فقتلا فدخل العدو البلد فوجدوا أبا بحر فلم يجدوا ما يقتلون من الكبر " (¬1) .
فطابع الغارة والصراع قبل كان فيما يظهر هو الغالب على الحياة في هذه المناطق في تلك الفترات، وهو ما نلمس ملامحه في هذه الأجوبة التي بين أيدينا والتي تتعرض بعض المسائل إلى الموقف الصحيح من مثل هذا القتال، وما ينبغي على المسلم في مثل تلك الحال. بل أن أحدها يصور لنا لونا من تلك الوقائع وما يترتب عليها عند الحديث عن هزيمة واريون بن الحسن وإبراهيم بن أسدين وورودهم على شباهة (سبها) من موقع هزيمتهم (تراغن) وما كان من خروج الشيخ عبد القهار بن خلف عن سبها إلى زريعة. حيث الأمور - فيما يظهر - أكثر استقرارا وأمنا (¬2) .
واعتمادا على المصادر الإباضية فإننا نستطيع أن نستخرج القائمة التالية من أسماء المشائخ
পৃষ্ঠা ১১