295

أجنحة المكر الثلاثة

أجنحة المكر الثلاثة

প্রকাশক

دار القلم

সংস্করণ

الثامنة

প্রকাশনার বছর

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

প্রকাশনার স্থান

دمشق

জনগুলি

الشقاق المختلفة، لتزيد منه وتمكن له.
ثم أوغلوا في التجزئة بعناصر الاختلاف الإقليمي، بين أهل الأقاليم التي تجمعها عقيدة واحدة، وقومية واحدة، ولغة واحدة.
ثم انتقلوا إلى التجزئة بعناصر الاختلاف القطري، والاختلاف بين بلد وبلدٍ داخل إقليم واحد أو قطر واحد.
وهكذا تتسلسل هذه العناصر حتى تصل إلى عناصر الاختلاف الأسري، ثم إلى عناصر الاختلاف الشخصي داخل الأسرة الواحدة، كل ذلك بجرثومة الأنانية التي تتسع حينًا وتضيق حينًا آخر.
وقد اتخذت كتائب الغزاة لهذا التفتيت وسائل عملية كثيرة جدًا، وجندوا له طاقات ضخمة استخدموها في أعمال الإفساد، حتى تم لهم تمزيق وحدة الأمة الإسلامية من الناحية التطبيقية العامة، وإن كانت عواطف الوحدة بين الشعوب المسلمة، التي تغذيها العقيدة الإسلامية والتعاليم الربانية، ما يزال لها الأثر الكبير في نفوس أفراد هذه الشعوب، وإن كانت حبيسة في مواقع تجزئاتها، فهي لا تستطيع أن تعطي آثارًا عملية فعلية على الصعيد السياسي الرسمي، والتطبيق العام، وذلك بفعل ضواغط التجزئة الجاثمة على صدورهم، والتي عمل أعداء الإسلام على ترسيخها وإلقاء الأثقال عليها خلال قرون.
وما تزال أعمال التجزئة ومخططاتها مستمرة على نطاق واسع، وقد يسير في تيارها كثيرون من أفراد الشعوب الذين يقاومون التجزئة بين المسلمين، ويدعون إلى جمع كلمتهم، وتوحيد صفهم، دون أن يعلموا أنهم في تيارها سائرون، وضمن مخططاتها يعملون، وذلك لأن الأعداء قد أحكموا خطة مكرهم إحكامًا ينطلي على كثير من أهل الوعي والبصر النافذ، فضلًا عن الأغبياء والمغفلين.
وأول أبواب الحذر التي يجب أن يراقبها المسلمون هو الشك بكل فكرة

1 / 309