فصدورها مخبرة بالخطب المهول والفادح القادح في القلوب نار الحزن [4] والكارث الذي أظلمت له جميع أقطار اليمن، وهو ما اختاره الله وارتضاه لوالدنا أمير المؤمنين وسيد المسلمين المنصور بالله رب العالمين، تغمده الله بجميل رضوانه، وأسكنه فسيح جنانه، من الانتقال عن دار الأكدار والأحزان إلى كريم جواره، بأعلى غرف الجنان بعد أن جاهد في الله حق جهاده، وأقام أحكام الله في عباده وبلاده، وجدد الدين، وأذل الظلمة المعتدين، وبعد أن جرع الغصص زمر الفاسدين. نقله الله وألحقه بالأئمة السابقين، وقد أصبحت العيون بالدموع هامية والجفون من بعده دامية، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اجزه عنا وعمن شايعه وبايعه من أهل زمانه أفضل ما جازيت إماما عن أهل زمانه.
وكانت وفاته رضي الله عنه في الليلة التي أسفرت بصبح الخميس 19 ربيع الأول سنة 1322ه.
وفي اليوم الثاني حضر العلماء الأعلام والسادات الفخام، إلى هذا المقام، ولما رأوا من أهم الواجبات نصب من يصلح للقيام بما يكون فيه صلاح المسلمين والإسلام، عولوا علينا ووجهوا خطابهم إلينا وألزمونا الحجة وتحتم القيام بهذا المنصب الشريف، وتحمل تلك الأعباء التي فيها شاق التكليف. فلم نجد بدا من الإسعاد. فتوكلنا على الله في الإصدار والإيراد، سائلين من بيده الحول والقوة أن يمدنا بعزيز النصر والإمداد، وأن يصلح بسعينا العباد والبلاد.
وإنا قد نشرنا في ذلك اليوم الدعوة الميمونة التي هي بالخيرات مقرونة، فنلزمكم أيها المؤمنون والشيعة المودون بما افترضه الله عليكم من السمع والطاعة والنصح والسلوك مسلك الجماعة وبذل الجد والاجتهاد، والمسارعة إلى فريضة الجهاد، وتطهير أرض الله ممن يبغي في الأرض الفساد، {وإلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد} وحسبنا الله ونعم الوكيل، ومن وصل والدنا بشيء من القرآن والدعاء فله ثواب ذلك فطال، ما نصح العباد وحمى الشريعة بالجد والاجتهاد حتى أتاه اليقين. والله الموفق إلى ما فيه رضاه، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
পৃষ্ঠা ৮