في شهر صفر من هذا العام انتقل الإمام من شبام كوكبان إلى قرية القابل من أعمال صنعاء في نحو خمسة آلاف مقاتل، وأرسل السيد القمقام عباس بن عبد الله بن المؤيد الحسني لاستلام وترتيب قلاع جبل نقم، والسيد علي بن عبد الله الحمزي لاستلام ما في قصر صنعاء ومخازن الأتراك من المدافع والبنادق والسيوف ونحوها، والسيد العلامة علي بن محمد حميد الدين لاستلام ما في دور الحكومة والمحاكم والدوائر ونحوها وعاملا على صنعاء فدخلها يوم الخميس نصف شهر صفر، وأقام صلاة الجمعة باليوم الثاني في مسجد طلحة من مساجد صنعاء لعدم الماء في الجامع الكبير وغيره من جوامع صنعاء بعد أخذ الأتراك للبقر التي كانت تنزع المياه للمساجد من الآبار وأكلهم لها في مدة الحصار.
وكان عزم أول قافلة للأتراك وعائلاتهم على الجمال التي أرسلها الإمام في يوم السبت 17 صفر نحو مناخة، ولما حصل التعدي من بعض شياطين بلاد البستان على بعض الأتراك بعد خروجهم من صنعاء انتقل الإمام حفظه الله في ليلة 22 صفر من قرية القابل إلى قرية بيت ردم من بلاد البستان وألزم أهل البلاد بإيصال المعتدين على الأتراك وبالكفايات ونحوها للأجناد ثم تتابع عزم بقية الأتراك من صنعاء بعائلاتهم إلى مناخة وهم نحو تسعة آلاف ونسائهم وأولادهم، وكان رجوع الإمام إلى قرية القابل، وإليها أوصل إليه بعض أهل صنعاء مفتي صنعاء بأيام الأتراك القاضي محمد بن محمد جغمان الصنعاني، وقد ثارت عليه العامة من أهل صنعاء وكادوا يقتلونه فأمنه الإمام وعفا عنه وأحسن إليه.
ثم كان انتقال الإمام إلى مدينة الروضة وأرسل بثلاثين ثورا لمساجد صنعاء المغلقة لعدم الماء من مدة، وأمر بنقل بعض المدافع ونحوها من صنعاء إلى بعض المخازن والحصون ونحوها في بلاد حاشد وما إليها، وسار في أيام إقامته بالروضة لطيافة حصن ذي مرمر المشهور على مسافة دون ثلاث ساعات من الروضة.
পৃষ্ঠা ২৬