ولم يطلبوا غير الأمان من الردى ... وجاءوا جميعا خاضعين إلى الأسر
وإن شئت أخبار البلاد التي إلى ... الجنوب فخب علم جهران بالجهر
أتى نحوها الأقوام فاقتتلوا بها ... فكان بها صرعى تجل عن القدر[8]
وصالوا عليها ذات يوم فأثخنوا ... ففروا معا في دولة الأنجم الزهر
ومدفعهم باق وآخر دونه ... ولم يشعر الأقوام إلا سنى الفجر
فعاد من الأتراك صنف وأرجعوا ... صغيرا من الاثنين إن كنت لا تدري
وأرسل مولانا الإمام محمد بن ... أحمد الشامي فخر بني العصر
جهات ذمار فانثنى متبصرا ... وحاصرها والجيش من حولها يجري
فلما دنا حتف العداة تسلموا ... على مهل في مدفعين وفي تبر
وسار إليها ابن الإمام وعالم ... فذا حاكم فيها وذا عامل الأمر
وسار الفتى الشامي نحو يريمهم ... ليفتح منها ما تغلق من ثغر
وعز الهدى الكبسي في آنس له ... معارك تحكي عن حنين وعن بدر
ففتح منها مفقلات حصونها ... وذاق العميسي الردى وهو في الأسر
ولم يبق إلا السوق يدعى بجمعه ... وحوصر حتى لاذ من فيه بالقر
سروا في قميص الليل والجيش نوم ... وساروا بلا علم لديهم ولا خبر
وحازوا بها نقلا جمالا وأبغلا ... مع اثنين من غر المدافع والذخر
وفي أول حجة فر فرقة ... بضوران كانوا صابرين على الجمر
وأرجفت الأرجاء من علم غارة ... بدال من الآلاف من لجة البحر
فساروا سراعا والسباع تنوشهم ... وجاءوا إلى صنعاء في أول العشر
ويوم غد قد بادروا بخروجهم ... على من بساحات الجراف من الوفر وجاءوا برمي كالرعود بسبعة ... فلم يتركوا في بيت عرهب من جدر
পৃষ্ঠা ১২