1- الإمام الأعظم زيد بن علي زين العابدين عليهما السلام
- 75 ه مولده (ع) وقيل سنة (80ه).
- 25 محرم 122ه استشهاده.
قال الإمام عبد الله (الكامل) بن الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن سبط رسول الله : (العلم بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب، والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي) فمنذ فاجعة كربلاء (61ه) التي استشهد فيها سبط رسول الله الأصغر الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وقتل معه فيها الكثير من أهل بيته وشيعته أطفالا وشيوخا، رجالا ونساء إلى زمن خروج الإمام زيد بن علي والأمر مستتب لبني أمية يسعون إلى توطيد حكمهم بالقتل، والسلب، والتنكيل لكل من لم يناصرهم.
পৃষ্ঠা ৭
فهذا يزيد بن معاوية (60-64ه) الذي (يبادر ويجاهر بمعصيته ويستحسن خطأه، ويهون الأمور على نفسه في دينه إذا صحت له دنياه)(1) بعد أن فرض والده معاوية (40-60ه) حكمه على المسلمين بالسيف والجبروت مرة، ونشر مذهب الجبر أخرى(2) يبادر بعد قتله الإمام الحسين وشيعته بكربلاء إلى المدينة ليقتل حتى من تقاعس عن نصرة الحسين في وقعة الحرة (63ه) التي قتل فيها خلق كثير من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم، ونهبت المدينة، وافتضت فيها ألف عذراء(3) وبنو أمية وهم في سبيل ترسيخ أركان مذهبهم وحكمهم بشتى الأساليب خلال هذه الفترة لم يشهدوا أي حركة معارضة سوى ما حدث من حركة التوابين التي أجهضت حين قيامها (65ه) وكذا حركة المختار الثقفي الذي تمكن من السيطرة على العراق، وتتبع بالقتل كل من شهد مقتل الإمام الحسين بكربلاء، وأخذ بثأر أهل البيت، إلا أن حركة المختار قد لقيت نهايتها باستشهاده (67ه) على يد أصحاب عبد الله بن الزبير (64-74ه) المناوئ لبني أمية، والذي لقي بدوره مصرعه على يد الحجاج بعد أن أجهض ابن الزبير الحركات المناصرة لأهل البيت (ع) ضد بني أمية؛ موطدا بذلك حكم بني مروان الأمويين من جديد، حيث وثق الأمر (لعبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية) (74-86ه) والذي بادر بهدم الكعبة أول أمره وكان يقول: (والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه)(4) ومنذ ذلك التأريخ وبنو مروان الأمويون يتداولون الحكم دون اعتبار للدين والإصلاح، ولم يشذ عن سلوكهم سوى عمر بن عبد العزيز(99-101ه) إلى أن وصلت الخلافة إلى هشام بن عبد الملك (105-125ه) الذي يروي عنه السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء قوله: (ما بقي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته)(1).
خروج الإمام زيد بن علي واستشهاده
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}[آل عمران: 173].
أشار الإمام محمد الباقر لأخيه الإمام زيد بعدم الخروج بقوله: (لا تركن إلى أهل الكوفة فإنهم أهل غدر ومكر، بها قتل جدك، وطعن عمك الحسن، وقتل أبوك الحسين) وودعه آخر من أهل بيته مبديا النصح بعدم الخروج قائلا: (أخاف عليك يا أخي أن تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة) ولكنه أبى إلا الخروج بعد أن قامت عليه الحجة بوجوب القيام بوجود الناصرين له.
فخرج في الكوفة بعد أن بايعه من أهلها قرابة خمسة عشر ألف رجل، ثم تفرقوا عنه ولم يبق معه سوى ثلاثمائة، ولما قتل حز رأسه وأرسل إلى الشام لهشام بن عبد الملك الذي أمر بإرساله إلى المدينة لنصبه عند قبر الرسول ، وصلبت جثته عريانا، ونسجت العنكبوت سترا على عورته، وظل مصلوبا قرابة أربع سنين ثم أنزل وحرق، وذر رماده في ماء الفرات.
পৃষ্ঠা ৯
يقول الدكتور أحمد محمود صبحي عن خروجه عليه السلام في كتابه الزيدية(1): (خرج زيد استنكارا لسيرة من عرف بالتجبر في الأرض والفسق والفجور هشام بن عبد الملك، ولقد خشي أن يكون في التقية إقرارا للغلبة مبدأ للحكم فخالفها ليعيد مبدأ الإمام الحسين في الخروج؛ ولذا فقد شابه خروجه خروج الحسين (ع) ).
لقد جاء خروج الإمام زيد بعد مضي هذه الفترة الطويلة على حكم بني أمية إحياء لواجب الجهاد الذي شرعه الله ضد الظالمين، وسار عليه الإمام علي بن أبي طالب(ع) بعد رسول الله ، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سعيا نحو إصلاح أمر الأمة.
قال الإمام زيد بن علي: وددت أني أحرق بالنار ثم أحرق بالنار وأن الله أصلح لهذه الأمة أمرها.
وقد صار الخروج بعد ذلك مبدءا مرتبطا بخروج الإمام زيد منسوبا إليه، وسار على نهجه أئمة أهل البيت الزيدية (ع) الذين خرجوا باذلين أنفسهم لمقاومة الظلم، ومنابذة الظالمين.
قال الإمام محمد بن عبد الله (النفس الزكية): فتح لنا والله زيد بن علي الجنة وقال: ادخلوها بسلام آمنين، ولن ننحو إلا أثره، ولن نقتبس إلا من نوره).
পৃষ্ঠা ১০
2- الإمام يحيى بن زيد عليهما السلام (1)
- مولده 97ه (2).
-استشهاده بجوزجان رمضان 125ه.
يا بن زيد أليس قد قال زيد .... من أحب الحياة عاش ذليلا
পৃষ্ঠা ১১
كن كزيد فأنت مهجة زيد .... تتخذ في الجنان ظلا ظليلا قاتل عليه السلام مع والده ولم يثنه ما أصاب والده أيام هشام بن عبد الملك من القتل والصلب والإحراق، وإنما دفعه إلى أن يتمم رسالة والده بالخروج على الظلم، فخرج من الكوفة إلى خراسان باحثا عن أنصار لدعوته، ثم إلى سرخس داعيا إلى نفسه، متابعا دعوة أبيه، ولما تنامت حركته إلى مسامع هشام كلف نصر بن سيار عامله على العراق ليهتم بأمره ومتابعته، وتقصي حركاته، فتابع الإمام إلى بلخ والذي تمكن عاملها من تتبع الإمام وسجنه، وتقييده بالسلاسل إلى أن توفي هشام بن عبد الملك (125ه) وتولى بعده الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك (125-126ه)(1) فأمر بإطلاق سراحه خوف الفتنة، وحينها قدم إليه الشيعة يبايعونه، ويستنهضونه، وخرجوا إلى نيسابور التي جهز فيها نصر بن سيار جيشا كبيرا لمقاتلته، وتمكن الإمام يحيى بن زيد مع أصحابه من الانتصار عليهم، والانتقال إلى بلخ، ثم إلى الجوزجان التي حوصر فيها بجيش كبير، وقاتل ثلاثة أيام بشجاعة ليفوز بعدها بعز الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله، وحز بعدها رأسه الشريف وأرسل إلى الوليد بن يزيد والذي بعث به إلى المدينة ليرهب كل مناوئيه، وأظهر أهل خراسان عليه النياحة ولم يولد لهم ولد حينها إلا سمي يحيى أو زيد، وصنعوا من القيد الذي قيد به خواتم للتبرك بها، ومع حداثة سنه عليه السلام فقد عاش مجاهدا مطاردا من قبل الأمويين وأشياعهم، مقاتلا لهم، ولم يتزوج ولم يعقب، ومزار الإمام يحيى بن زيد مشهور ومقام إلى تاريخنا المعاصر في منطقة جوزجان شمال شرق إيران والتي تبعد مسافة 62 كم من مدينة مشهد شرقا، وقد تم تجديده عام 1995م، وحوله مسجد يقصده الزوار في جميع المناسبات الدينية.
পৃষ্ঠা ১৩
3- الإمام محمد بن عبدالله الكامل
(ذو النفس الزكية)
- ميلاده عام 100ه.
- الدعوة الأولى عقب وفاة الوليد بن يزيد 126ه.
- خروجه 28 جماد آخر سنة 145ه.
- استشهاده يوم الاثنين 15 رمضان سنة 145ه بالمدينة.
هو الإمام محمد بن عبدالله بن الحسن بن الإمام الحسن سبط رسول الله .
يصفه الأصبهاني في مقاتل الطالبيين(1) أنه (كان أفضل أهل بيته، وأكبر أهل زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له، وفقهه في الدين، وشجاعته وجوده وبأسه، وكل أمر يجمل بمثله حتى لم يشك أحدا أنه المهدي، وشاع له في العامة، وبايعه رجال من بني هاشم جميعا من آل أبي طالب وآل العباس وسائر بني هاشم، ثم ظهر من جعفر بن محمد قول في أنه لا يملك وأن الملك يكون في بني العباس فانتبهوا من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه).
পৃষ্ঠা ১৪
تأتي دعوة الإمام محمد بن عبدالله في مرحلة زمنية تعتبر من أهم فترات التاريخ الإسلامي حيث تتزامن مع مرحلة انهيار الدولة الأموية بعد أن اضطربت أحوالها بمقتل الوليد بن يزيد، ومرحلة تكوين الدولة العباسية، فإذا كان العام 132ه قد شهد معركة الزاب الشهيرة التي انتهت بها الدولة الأموية فإن أنظار الناس كانت تتجه صوب الإمام محمد بن عبدالله، حيث كانت شخصيته محل إجماع حتى من خصومه الذين غدروا به، وتجمع الروايات التاريخية أن بني هاشم قد اجتمعوا (بالأبواء) على طريق مكة، وأجمعوا على مبايعة(1) الإمام محمد بن عبدالله بما فيهم السفاح وإبراهيم الإمام، والمنصور العباسي الذي كان يقول عنه (هذا مهدينا أهل البيت) وكان يسوي ثيابه على السرج(2)، وكانت البيعة له قد توافدت من مختلف الأمصار، ولم تكن لبني العباس أي دعوة تذكر في هذه الفترة، وبعد أن حسمت المعركة عسكريا بسقوط بني أمية، سلم أبو مسلم الخراساني مقاليد الأمر لبني العباس الذين بادروا بالغدر به، وتوطيد أركان حكمهم، وإذا بحلفاء الأمس لأهل البيت ودعوتهم أصبحوا أعداء اليوم، بل أشد عداوة وأكثر غدرا، ويتحول الصراع إلى ذوي القربى(بنو هاشم) وهذا ما يجرنا إلى التنبيه بأهمية هذه الفترة التاريخية، ومما يجب التنويه إليه في مقام أهمية هذه الفترة التاريخية هو ما يذهب إليه بعض كتاب التاريخ بحسن نية أو بدونها من تصوير العراك الذي شهده عصر النبوة وفجر الإسلام ما هو إلا صراع بين بني أمية وبني هاشم، ويذهب آخرون للتدليل عليه برصد صراعاتهم منذ فجر التاريخ قبل الإسلام، وبظهور دعوة الإمام محمد بن عبدالله ومن جاء بعده من الأئمة ما يدحض تلك المقولات، حيث لم يكن صراع أئمة أهل البيت من منطلق قبلي بقدر ما هو عقائدي بحت، تمثل في الدعوة إلى نشر رسالات السماء وتحكيم شريعة وإقامة سنة نبيه، وإذا كان بنو أمية للأسف الشديد في خط المواجهة لهذه الدعوة طوال فترة صراعهم مع رسول الله ومن جاء بعده من أئمة أهل البيت فإن بني هاشم لا يزيدهم هذا إلا شرفا طالما تمسكوا بخط الرسالة المحمدية، ولتأكيد بطلان تلك المزاعم من تصوير الصراع بين بني أمية وبني هاشم على أساس قبلي فإنه يكفي لنفي هذه الأطروحة التذكير بمعاملة الرسول (ص) لمن استسلم منهم بعد الفتح وجعلهم من الطلقاء بالرغم من عدائهم الصريح له ولدعوته، ولم يأمر بقتل أحد منهم بعكس صنيعهم بأهل البيت وشيعتهم عندما أتيحت لهم الفرصة فأكثروا من القتل للنساء والأطفال والشيوخ، وليست مأساة كربلاء إلا لوحة تجسد صنيعهم بأهل البيت وأتباعهم.
كما أن ظهور دعوة هذا الإمام بعد زوال دولة بني أمية ووقوفه ضد قرابته من بني هاشم تؤكد وضوح منهج أهل البيت في التزامهم بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء الجهاد ولو على أنفسهم.
পৃষ্ঠা ১৬
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن الإمام محمد بن عبدالله لم يخرج على بني العباس فالبيعة له كانت سابقة على قيام دولة بني العباس والبيعة منهم قد تمت له، وما حدث هو الغدر والخيانة، ونكث العهد منهم، ولذلك استمروا في مطاردته وتتبعه وسجن الكثير من أهل البيت أيام أبي جعفر المنصور العباسي حتى يسلموا لهم الإمام محمد بن عبدالله، وفي مثل هذه الظروف وإزاء هذا البطش كله والتعذيب خرج الإمام بالمدينة، واجتمعت له البيعة من كل الأمصار فحصر بالمدينة حتى انهك من معه واستمر في المقاومة حتى قتل، واحتزت رأسه في 15 رمضان سنة 145ه ودفن الجسد بالبقيع، ثم تتبع العباسيون أنصار الإمام بالقتل، وتشرد إخوانه إلى مختلف الأمصار الإسلامية، وكان ممن خرج مع الإمام مقاتلا من آل الحسين عليه السلام عبدالله وموسى الكاظم ابناء جعفر الصادق، كما كان أبو حنيفة ومالك من أنصار الإمام ومن الداعين إلى ترك بيعة المنصور ((ليس على مستكره يمين))، وذلك لأن البيعة للمنصور العباسي تمت بالاكراه.
পৃষ্ঠা ১৭
4- الإمام إبراهيم بن عبد الله الكامل (ع)
- مولده 95ه وقيل 97ه
-دعوته يوم العيد غرة شوال 145ه.
- استشهاده يوم الإثنين غرة ذي الحجة 145ه.
كان من دعاة أخيه الإمام المهدي محمد بن عبد الله النفس الزكية بالبصرة، ولما بلغه مقتل أخيه قام داعيا إلى نفسه، وبايعته المعتزلة والزيدية، وكثير من العلماء وأصحاب الحديث، واجتمع معه من العلماء ما لم يجتمع مع أحد من أهل بيته عليهم السلام.
واستولى على واسط والأهواز وأعمال فارس، وولى عليها من أصحابه، وطرد عمال أبي جعفر المنصور.
পৃষ্ঠা ১৮
وكان أبو حنيفة ممن يدعو إلى بيعته سرا، ويكاتبه، ويحرض الناس للقتال معه، وهذا ما جعل أبا الدوانيق(1) أبا جعفر المنصور العباسي يتغير ويتألم من أبي حنيفة رضي الله عنه.
جهز أبو الدوانيق جيشا كبيرا لمقاتلة الإمام إبراهيم بقيادة عيسى بن موسى والتقى الجيشان في منطقة (با خمرى) بين البصرة والكوفة وكانت معركة حامية قتل فيها الكثير من العباسيين إلى أن أصاب سهم رأس الإمام إبراهيم فاعتنق فرسه، وأطاف به أصحابه كالسور فقتل حوله أربعمائة فيهم من العلماء الكثير، وحزت الرأس عن الجسد ليرسله أبو جعفر المنصور إلى أبيه عبد الله بن الحسن في السجن للتشفي والحقد(2).
وكان رحمه الله عالما فاضلا، خطيبا مصقعا، شاعرا شجاعا، لا يخاف في الله لومة لائم.
পৃষ্ঠা ১৯
5- الإمام موسى بن عبد الله الكامل (ع)
الملقب (موسى الجون)
... - وفاته 180ه
هو الإمام الرابع من أولاد الإمام عبد الله بن الحسن المثنى (ع) وكان من دعاة أخيه الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية، ولأجله عجل النفس الزكية بظهور دعوته بالمدينة لما علم أن أبا جعفر المنصور قد كاتب واليه على المدينة أن يستوثق من موسى، ويرسله إليه لسجنه بعد وشاية الوالي إلى أبي الدوانيق (أبي جعفر المنصور) بأمر موسى ووقوفه مع الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية، وعندما أعلن الإمام محمد النفس الزكية دعوته بالمدينة وسيطرته عليها أمر أصحابه بإرجاع أخيه موسى الذي كان والي العباسيين قد أوثقه وأرسله إلى بغداد، فلحقوا به وأرجعوه(1) بعد قيام الإمام موسى بدعوته أخذ وحبس حتى مات وذلك في عهد هارون الملقب بالرشيد، وعقبه عليه السلام من ولديه عبد الله بن موسى، وإبراهيم بن موسى(2) والذي ستأتي لاحقا ترجمة بعضهم وفي أي عهد خرجوا، وكذا من كان من أحفاده من الأئمة والحكام الأشراف(3)
পৃষ্ঠা ২০
6- الإمام عبد الله بن محمد بن عبد الله (النفس الزكية)
- مولده 118ه.
- استشهاده شعبان 151ه.
هو ابن الإمام محمد - النفس الزكية - رحل في أيام والده إلى السند ليدعوهم إلى الإسلام وتتبعه جيش العباسية، ووقعت بينه وبين الجنود العباسيين وقعات كثيرة قتل في أحدها سنة151ه في عهد الخليفة العباسي أبي الدوانيق (أبي جعفر المنصور) الذي أفرط في الأسر والسجن والقتل لكبراء آل محمد .
وكان مقتله عليه السلام بمدينة (كابل)(1) وحمل رأسه إلى أبي الدوانيق، وكانت دعوته وظهوره بعد استشهاد أبيه بخمس سنوات.
পৃষ্ঠা ২১
7- الإمام عيسى بن الإمام زيد بن علي (عليهم السلام)
(مؤتم الأشبال)
- مولده 120ه.
- وفاته مسموما166ه شعبان.
كان عليه السلام من أنصار الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية، قاتل مع الإمام إبراهيم بن عبد الله في وقعة باخمرى-كما سبق الإشارة- والذي ظهرت فيها شجاعته وبأسه، ولقب بمؤتم الأشبال.
بعد مقتل الإمام إبراهيم بن عبد الله وكثير من أتباعه استتر الإمام عيسى في الكوفة لفترة طويلة؛ بسبب الاضطهاد الذي لقيه من الجنود العباسيين.
পৃষ্ঠা ২২
بايعته الشيعة بالكوفة سرا في عام (156ه) أيام أبي جعفر المنصور الدوانيقي، كما توافدت إليه البيعة من الأهواز، وواسط، ومكة، والمدينة، وتهامة، وبلغ دعاته إلى مصر والشام، ولكن وبسبب اضطهاد العباسيين له ولأشياعه ومطاردتهم له فقد ظل متواريا إلى أن توفي عليه السلام مسموما أيام الخليفة العباسي الملقب (المهدي بن المنصور)(158-169ه) والذي سر بخبر وفاته أيما سرور.
وقد ذكر صاحب (الحدائق الوردية) طرفا من سيرته عليه السلام واضطهاد العباسيين له وتواريه بالكوفة، وذلك في سياق ترجمته للإمام محمد النفس الزكية(1) الأمر الذي يصور لنا مدى اضطهاد الحكام العباسين لفضلاء أهل البيت (ع) وكان عليه السلام أعلم أهل زمانه، وأورعهم، وأسخاهم، وأشجعهم.
পৃষ্ঠা ২৩
8- الإمام الحسين بن علي بن الحسن (المثلث)
صاحب (فخ)
- مولده 128ه.
- دعوته 19 ذي القعدة 169ه،
- استشهاده 8 ذي الحجة 169م ه.
بعد وفاة الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور (158ه) الذي لم يستقم حكمه إلا بقتل خلق كثير من الناس، أخذت البيعة لولده محمد الملقب المهدي (158-169ه) والذي خالف سياسة والده فمال إلى المصالحة، وهدأت في عهده الحركات المناوئة للعباسيين، وبعد وفاته أخذت البيعة بالعهد لولده موسى الملقب الهادي (169-170ه)(1) والذي استأنف سياسة البطش والتنكيل بأهل البيت وشيعتهم الزيدية، وأمر واليه على المدينة بالتشديد عليهم وإلزامهم بالإقامة الجبرية نهار كل يوم، والعرض عليه يوميا خشية خروج أحدهم.
পৃষ্ঠা ২৪
خروجه عليه السلام واستشهاده
اجتمع للإمام الحسين بن علي بن الحسن المثلث عدد من أهل البيت (ع)(1) وشيعتهم لبيعته واستنهاضه، فاستولى على المدينة، واعتلى منبر جده رسول الله فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وآله، ثم قال: أيها الناس أنا ابن رسول الله على منبر رسول الله، في مسجد رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله، أيها الناس، أتطلبون أثر رسول الله في الحجر والعود وهذا - ثم مد يده- من لحمه ودمه ...!
وخرج في عصابة من أهل البيت (ع) بلغوا إلى ستة عشر رجلا ومن شيعتهم إلى ثلاثمائة داعين إلى الله، عاملين بكتاب الله، مواجهين لأعداء الله، والتقاهم الجيش الذي أنفذه الهادي العباسي والبالغ عدده أربعون ألفا في طريقهم إلى مكة، فدعاهم الإمام إلى كتاب الله وسنة رسول الله ولم يجيبوه، فحملوا عليه فقاتلهم عليه السلام مع أصحابه حتى قتل ومن معه في سبيل الله يوم التروية 8 ذي الحجة وهو محرم بمنطقة (فخ) جانب منى، وممن استشهد معه من أهل البيت عبد الله بن إسحاق، وسليمان بن عبد الله الكامل وغيرهم من صلحاء أهل البيت عليهم السلام.
পৃষ্ঠা ২৫
بعد مقتل الإمام الحسين بن علي أخذ رأسه الشريف وحمل إلى موسى الملقب الهادي ليفرح بمقتله ومن معه، ودفن جسده الشريف بفخ، ومشهده مقام ومزور، فقد أمر الإمام عبد الله بن حمزة -الذي تولى أمر الإمامة باليمن عام (674ه)- حال ولاية السيد أبي الحسن قتادة بن إدريس أمير مكة آنذاك بعمارته فعمر عليه، وعلى الحسن بن محمد قبة حسنة وذلك عام (601ه)(1).
পৃষ্ঠা ২৬
أما أتباع الإمام الحسين بن علي الذين بقوا على قيد الحياة فقد تفرقوا في بلدان مختلفة تاركين الحجاز، ففر الإمام إدريس بن عبد الله الكامل إلى المغرب العربي، وفر أخوه الإمام يحيى إلى بلاد الديلم، وستأتي ترجمتهم لاحقا.
ذكر طرف من فضائله
كان الإمام الحسين بن علي يقسم بالله أنه يخاف أن لا تقبل منه صدقاته؛ لأن الذهب والفضة والتراب عنده بمنزلة واحدة، فقد كان كريما سخيا، باذلا للمال والنفس.
পৃষ্ঠা ২৭
والداه عليهم السلام
أمه زينب بنت عبد الله الكامل بن الحسن المثنى، وهي ووالده علي بن الحسن المثلث كان يقال لهما: الزوج الصالح، وكان أبوه يدعى الأغر والعابد، وهو ممن حبسهم أبو جعفر المنصور في محبس الهاشميين، وكانوا في المحبس لا يعرفون مواقيت الصلاة إلا بوظائفه من العبادة وقراءة القرآن، وكانت عليهم قيود ثقيلة في المحبس، وعندما نحلت أجسادهم بسبب طول فترة الحبس، كانوا يخلعونها فإذا أحسوا بالحرس ردوها، وأبى عليه السلام أن يحل قيده، فقال له عمه عبد الله الكامل بن الحسن المثنى (ع): مالك لا تحل قيدك؟ فقال: لا أفعل حتى ألقى الله عز وجل فأقول: يا رب سل أبا جعفر لم قيدني؟ فضجر عبد الله الكامل (ع) ضجره فقال: يابن أخي ادع على أبي جعفر فقال: يا عم إن لأبي جعفر منزلة في النار لا يبلغها إلا بما يوصل إلينا من الأذى، وإن لنا منزلة في الجنة لا ننالها إلا بهذا أو أبلغ منه، فإن شئت أن أدعو الله تعالى أن يضع من منزلتنا في الجنة وأن يخفف عن أبي جعفر من منزلته في النار فعلت، فقال: بل نصبر(1).
وتلاحظ هنا قوة إيمانهم بالله عز وجل، وإيمانهم بصدق الوعد والوعيد، ولولا ذلك الإيمان ما استطاعوا تحمل الأذى والاضطهاد في سبيل الله تعالى.
পৃষ্ঠা ২৮
9- الإمام يحيى بن عبد الله الكامل
- وفاته 180 ه
পৃষ্ঠা ২৯