21 نوفمبر
لا تكاد تدري شارلوت أنها تحضر لي سما أرى من المحتمل جدا أن يهلك كلينا؛ فهي تقدم لي الشربة القاتلة، وأنا أبتلعها في جرع كبيرة. ما معنى تلكم النظرات الرقيقة تلقي إلي في بعض الأحايين - تلك الوداعة تصفى إلى كل عاطفة تفلت اتفاقا مني، ذلك الحنو أقرؤه أحيانا في وجهها الملائكي؟ كنت أستأذنها أمس في الانصراف، فمدت إلي يدها قائلة: «الوداع أيها العزيز فرتر.» العزيز فرتر، لقد أصابت صميم فؤادي، إنها المرة الأولى التي أسمعها تدعوني بالعزيز ، لن أنسى أبدا أبدا هذا الصوت الحنون، لقد كررت قولها ألف مرة حتى الآن! وحين ذهبت إلى فراشي الليلة الماضية صحت قهرا عني: «عم مساء أيها العزيز فرتر.» ثم عدت إلى رشدي وابتسمت لهذه التحية أزجيها لنفسي.
الرسالة الثامنة والسبعون
22 نوفمبر
لا أستطيع التوسل إلى السماء لتكون لي شارلوت «قريبا»، على أنني كثيرا ما أتصورها لي من قبل، ولا أستطيع التوسل لتكون لي الآن؛ لأنها من قبل لآخر.
إن أحزاني لا تثمر، وشكاواي لا تجدي، آه! هلا فارقني هذا الفؤاد!
الرسالة التاسعة والسبعون
24 نوفمبر
شارلوت تشعر الآن بآلامي، وجدتها اليوم وحيدة، وغلبتني نظراتها فسكت، ثم حدقت بي عيناها، فاختفت شعلة العبقرية، وتلاشى سحر الجمال، بيد أنه كان في محياها شيء يتكلم بقوة يحدث عن أجمل الرحمة وأرق العناية. لم تمنعني التقاليد الباطلة من الركوع لدى قدميها، من ضمها ومقابلة جميلها وشفقتها بآلاف من القبل، وفي أثناء حيرتي ذهبت إلى آلتها الموسيقية، فأصحبت النغمات الحزينة بصوتها العذب الرقيق، ولم أر من قبل في شفتيها هذه الحلاوة، فكأنهما لا تنفتحان إلا لتلقي نغمات الآلة، ولتعاونا اهتزازها بتوازن مزدوج. ولا أستطيع وصف شعوري؛ فقد خارت قواي، فانحنيت إلى أسفل وأنا أتلفظ بهذا الاحتجاج الهادئ: «أيتها الشفتان الجميلتان، وكأن الملائكة تحرسكما، لن أفكر في تدنيسكما قط.» على أنني كيف أتمنى أن أذوق هذه السعادة، ولكن لا، مستحيل! إن بيننا حاجزا أبديا، ولكن إذا أتيح لي أن أعيش لحظة واحدة على هاتين الشفتين، لرضيت الموت في اللحظة التالية بسرور.
الرسالة الثمانون
অজানা পৃষ্ঠা