ووجدت العلماء قد سبقوا إلى العلوم فصنفوا على الابتداء ثم تبعتهم الأخلاف فشرحوا كلامهم واختصروه فرأيت أن أقصد علما قد أغفلوه وأنفرد بفن لم يذكروه إلا على الاخلال وهو ذكر الأقاليم الإسلامية وما فيها من المفاوز والابحار والبحيرات والأنهار ووصف أمصارها المشهورة ومدنها المذكورة ومنازلها المسلوكة وطرقها المستعملة وعناصر العقاقير والآلات ومعادن الحمل والتجارات واختلاف أهل البلدان في كلامهم وأصواتهم وألسنتهم وألوانهم ومذاهبهم ومكاييلهم وأوزانهم ونقودهم وصروفهم وصفة طعامهم وشرابهم وثمارهم ومياههم ومعرفة مفاخرهم وعيوبهم وما يحمل من عندهم واليهم وذكر مواضع الأخطار في المفازات وعدد المنازل في المسافات وذكر السباخ والصلاب والرمال والتلال والسهول والجبال والحواوير والسماق والسمين منها والرقاق ومعادن السعة والخصب ومواضع الضيق والجدب وذكر المشاهد والمراصد والخصائص """""" صفحة رقم 71 """"""
والرسوم والممالك والحدود والمصارد والجروم والمخاليق والزموم والطساسيج والتخوم والصنائع والعلوم والمباخس والمشاجر والمناسك والمشاعر
وعلمت انه باب لا بد منه للمسافرين والتجار ولا غنى عنه للصالحين والأخيار إذ هو علم ترغب فيه الملوك والكبراء وتطلبه القضاة والفقهاء وتحبه العامة والرؤساء وينتفع به كل مسافر ويحظى به كل تاجر
পৃষ্ঠা ৭১