قالت: «أنت تعلم منزلتك عندي، فليس لي أحد سواك يا زكريا. أنت في مقام الوالد والوالدة والأخ والأخت. إن ما أشاهده من حنوك ومحبتك لي في ضعفي لشاهد صريح على أن الله لم يتخل عني. قل ما تشاء.»
قال: «إن أباك لا يلبث أن يأتي. وأظنه سيستعجل الزواج، فإذا أظهرت له النفور والمقاومة ...»
فقطعت كلامه قائلة: «وهل تريد أن أطيعه؟»
قال: «كلا. ليس هذا ما أريده، ولكنني أريد ألا تصديه بعنف وإنما حديثه باللين. وإذا أصر على موقفه منك فلا تخشي شيئا. وثقي من النجاة بواسطة ما سأشير به عليك.»
وهم بأن يتكلم، ثم أمسك نفسه كأنه تذكر شيئا يمنعه بأن يبوح بضميره، فأدركت تردده وأحبت أن تعرف ما خطر له فقالت: «ما بالك توقفت عن الكلام؟»
قال: «لم أتوقف، ولكن لكل أمر وقتا.»
قالت: «لا صبر لي على الانتظار أخبرني عما خطر لك لعله يخفف عني.»
قال: «نعم إني لم أطلب إليك الصبر إلا ريثما يصل إلينا النصير.»
قالت: «وأي نصير؟ من ينصرنا على هؤلاء؟»
قال: «ينصرنا عليهم أبونا البطريرك. أليس كذلك؟»
অজানা পৃষ্ঠা