আহমদ উরাবি জাসিম মুফতারা আলাইহি
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
জনগুলি
قبل عرابي أن يدع الحكومة وشأنها على أن تجري الأمور وفق ما أقرته الثورة من مبادئ، فكيف لعمر الحق كان يستطيع أن يحمل على السكوت نفسه وقد رأى من الدسائس الأثيمة التي كانت تحاك حول تلك الحرية الوليدة ما أغضب أكثر الناس اعتدالا وأقلهم علاقة بالسياسة وشؤونها؟ ...
إذن فالفرق كبير بين أن يتدخل عرابي في شؤون الحكومة وبين أن يغضب لما حل بقضية وطنه، وفي هذا الغضب دليل وطنيته ووطنية كل غاضب معه ...
لقد كان من أصعب الأمور على هذا الرجل أن يدع هذه القضية وشأنها، بل لقد كان ذلك عليه مستحيلا. وإني لأرجو من الذين خاصموا هذا الرجل في غير حق والذين خاصموه مضللين أن يستمعوا إلى هذا الرأي الذي أسوقه عنه؛ ألا وهو أن الحرية كانت من طبعه، فطر عليها ولم يتكلفها يوما أو توجهه إليها الحوادث وهو يجهل كنهها، كما يقول الذين يريدون ألا يدعوا له محمدة إلا جعلوها بالباطل مذمة ... •••
كانت الحرية من طبع ذلك الجاويش الذي نقم على الشراكسة في الجيش استبدادهم، فأكثر من الشغب عليهم، وكانت الحرية هي التي دفعت هذا الرجل إلى أن يقف موقفه المشهود في ساحة عابدين عصر اليوم التاسع من شهر سبتمبر سنة 1881، ولسوف تكون الحرية هي حافزه إلى ما يثب بعد المذكرة المشؤومة من وثبات.
ولقد استوثق بلنت من ذلك كما أسلفنا حينما اتصلت أسباب المودة بينه وبين كيف ازداد عرابي محبة له إذ علم بالصلة بين أسرته وأسرة اللورد بيرون.
وكيف يمجد هذا الفلاح اللورد بيرون نصير الحرية إلا أن يكون هذا تجاوبا بين نفس حرة وأختها؟ ولقد كان بيرون يدافع عن اليونانيين لا عن المصريين، فلم يكن حب عرابي إياه إذن مشوبا بعاطفة غير عاطفة حب الحرية أينما كانت وكيفما كانت جنسية الداعين إليها وكيفما كان دينهم ...
ولنعد إلى خطبته التي ألقاها في محطة مصر، لقد أفصح فيها وهو يرتجلها عن كثير مما كانت تنطوي عليه نفسه. والخطيب في مثل ذلك الموقف الحماسي ينسى نفسه فلا يملك التكلف والتصنع، بل لقد يكشف الخطيب عما يريد أن يغطيه إذا نسي نفسه في رهبة الموقف وحماسته دون أن يملك لذلك دفعا. قال عرابي: «البلاد محتاجة إلينا، وأمامنا عقبات يجب أن نقطعها بالحزم والثبات، وإلا ضاعت مبادئنا ووقعنا في شرك الاستبداد بعد التخلص منه ...» وقال: «وقد فتحنا باب الحرية في الشرق ليقتدي بنا من يطلبها من إخواننا الشرقيين على شرط أن يلزم الهدوء والسكينة.» •••
وقد مر بنا رأي بلنت عن حبه للحرية، ونورد هنا رأي جون نيليه
1
وهو رجل سويسري حر عاشره وعرفه معرفة خبرة ووثوق كما عرفه بلنت، قال: «كان أحمد عرابي رجلا مستقيما وخادما لوطنه، وشغوفا بالحرية ومؤمنا بالحق، وخطيبا فصيحا، وكانت شهرته تبلغ شأو غاريبلدي.»
অজানা পৃষ্ঠা