আহমদ উরাবি জাসিম মুফতারা আলাইহি
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
জনগুলি
وجاء قانون التصفية في عهد رياض؛ فازداد به الوطنيون آلاما على آلامهم، ورأوا ما فيه من غبن شديد يتجلى في إلغاء دين المقايلة، وقد أخذ من جيوبهم، كما رأوا فيه ما هو أكثر من الغبن؛ ألا وهو عدم تنازل الأجانب عن شيء من الدين وهم يعلمون كيف كانت تقترض الأموال ومبلغ ما كان يصل مصر منها، وهم يعلمون كذلك ما كان من مجازفة الأجانب بأموالهم مما يلقي عليهم كثيرا من التبعة، هذا إلى أنهم رأوا مرتبات الموظفين الأجانب في الحكومة المصرية تبقى على حالها من الارتفاع، فلم يدر بخلد من وضعوا تلك التصفية أن يراعوا ذلك في قرارهم فينزلوا بها إلى الحد اللائق ...
تلك هي الحركة الوطنية، أو تلك هي نذر الراجفة، وما كانت الحركة العسكرية التي بدأت في عهد إسماعيل واستفحل أمرها في عهد توفيق إلا بعض هذه الحركة الوطنية العامة، حتى قدر أن يكون لها القيادة آخر الأمر، وأن تسمى بالثورة العرابية نسبة إلى الجندي الوطني الثائر أحمد عرابي.
الجندي الثائر
بدأت الثورة العسكرية كما أسلفنا في عهد إسماعيل، وكان أول مظهر لها ذلك الحادث الذي اعتدى فيه فريق من الضباط على نوبار أمام وزارة المالية، وكان ما دفع الضباط إلى ذلك الحادث في الواقع أو ما جعل التحريض أيا كان مصدره، يحدث أثره فيهم، ما لحقهم من الضيق بسبب الاستغناء عن عدد كبير منهم، ومن تأخر مرتباتهم عنهم، بينما كان لا يلحق بالشراكسة في الجيش شيء من هذا ...
ويذكر بلنت في كتابه «التاريخ السري» حركة لنفر من الضباط المصريين في شهر مايو سنة 1880، وكان من بينهم أحمد عرابي. وخلاصة هذه الحركة - كما يصفها بلنت - أن هؤلاء الضباط قدموا شكوى إلى وزارة الجهادية من تأخر مرتباتهم، ونظرت الوزارة في الأمر، وكان قنصلا إنجلترا وفرنسا قد تدخلا فيه وألفت لجنة لتحقيق المسألة، وقد أقرت هذه اللجنة مطالب الضباط، ولكن رياضا ووزيره رأيا في ذلك العمل القانوني حركة جريئة، وخروجا على النظام.
ويقول بلنت: إن قنصل فرنسا البارون دي رنج أبدى كثيرا من العطف على هؤلاء الضباط، وأصبح محبوبا لديهم، وكان بين هذا القنصل وبين رياض كثير من الحزازات ...
وكان لعرابي - كما يذكر بلنت - نشاط ملحوظ في هذه الحركة، ولكنه كان معتدلا حتى لقد اكتسب باعتداله ثناء القناصل عليه.
ويتهم بلنت الخديو بأنه وجد في هذه الحركة فرصة للدس والكيد لوزيره رياض، فاتصل بالضباط وكان رسوله إليهم علي فهمي رئيس الآلاي الأول لحرس الخديو، وكان علي فهمي صديقا لعرابي وإن لم يكن له ضلع في هذه الحركة ولا وجهة معينة في السياسة ...
ويذهب بلنت إلى القول بأن توفيقا أخبر الضباط على لسان علي فهمي بأن رياضا ووزير الجهادية يبيتان لهم الكيد، وأنهم إن لم يعملوا على إقصائهما عن منصبيهما حاق بهم السوء، ولن يبخل الخديو بمعاونتهم لأنه يعطف على مطالبهم ...
ولو صح هذا الذي يرويه بلنت لكشف لنا عن جانب من ضعف توفيق، ذلك الذي يستعين بالضباط على وزيره؛ لأن يده كانت مغلولة عنه بسلطة الأجانب.
অজানা পৃষ্ঠা