আহমদ উরাবি জাসিম মুফতারা আলাইহি
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
জনগুলি
هذا كلام عرابي، ومهما يكن من أمره فإن حرمانه من الترقية سواء أكان مرده إلى دسائس الشراكسة أم إلى أي سبب آخر كان خليقا أن يحمله على الثورة والسخط، وأن يميل به إلى اعتناق مبادئ الحركة الوطنية التي أخذت تشيع في نفوس الساخطين على حكم إسماعيل.
وألحق عرابي بالحملة الحبشية، ولكن عمله في هذه الحملة لم يكن عمل الجندي المحارب، فقد كان يعمل في منصب «مأمور مهمات» بمصوع، ولقد حنق عرابي على تلك الحملة، فهو ما يفتأ يندد بها في مذكراته ويصف ما حل فيها بالجيش من كوارث في غير موجب، وقد اتهم لورنج القائد الأمريكي الجنس فيها بالخيانة، إذ كان يتصل عن طريق أحد القساوسة بالأحباش ويطلعهم على كل شيء ... •••
ويقول بلنت في كتابه: «إنه قد عاد من الحملة ساخطا كما سخط العائدون على ما كان فيها من الفوضى، وإليها يرجع اتجاه نفسه نحو السياسة، وازدياد بغضه وغضبه، ذلك الغضب الذي كان في ذلك الحين متجها أكثر ما يتجه إلى الخديو.»
وفي شهر فبراير عام 1878 وقعت مظاهرة الضباط الخطيرة، تلك المظاهرة التي نلمح فيها بوادر الثورة العسكرية، ويتلخص هذا الحادث في أن عددا من الضباط بزعامة البكباشي لطيف سليم قد توجهوا إلى وزارة المالية يطالبون بمرتباتهم المتأخرة، فلما حضر نوبار باشا رئيس الوزراء وكان معه السير ريفرز ولسن وزير المالية هجم هؤلاء الضباط عليهما وأشبعوا نوبار لطما ولكما، وراحوا يجرونه من شاربيه، وامتدت أيديهم كذلك إلى وزير المالية، وكاد يتفاقم الحادث لولا أن خف إلى هناك الخديو بنفسه في فرقة من حرسه حينما نمى إليه ذلك النبأ، وأمر الخديو بإطلاق النار إرهابا، فأطلقت رصاصات في الهواء وفر المتظاهرون.
ولكن تهمة القيام بهذه المظاهرة وتدبيرها قد وجهت إلى عرابي واثنين آخرين من الضباط، وعقد لهم مجلس عسكري يحاكمهم، وأصدر المجلس حكمه بتوبيخهم وفصل كل منهم عن آلايه إلى جهة بعيدة، وكان الإسكندرية من نصيب عرابي، وفيها اتصل بكثير من الأوروبيين.
ويدفع عرابي التهمة عن نفسه مقررا أنه لم يكن له بد فيها قط، إذ كان في رشيد وقت وقوع الحادث، ذكر ذلك في مذكراته، وذكره كذلك في التاريخ الذي كتبه لمستر بلنت بناء على طلبه عام 1903 بعد عودته من منفاه. ولقد أطلع مستر بلنت الشيخ محمد عبده على ما كتب عرابي، فوافق على براءته من هذا الحادث. •••
ولقد أدى اتهام عرابي على هذا النحو إلى ازدياد كراهته لإسماعيل وعهد إسماعيل، ولسوف يكون ذلك من أهم الدوافع التي توجهه إلى الاتصال بالوطنيين بغية معاونتهم والاستعانة بهم على تنفيذ ما كانوا يأملونه من وجوه الإصلاح. قال عرابي في ذلك التاريخ الذي كتبه لصديقه بلنت، والذي أثبته هذا في آخر كتابه: «ولكن قبل أن نفترق اجتمعنا فاقترحت أن نتحد ونخلع إسماعيل، ولو أننا فعلنا ذلك لكان خير حل للقضية؛ لأنه كان يسر القناصل أن يتخلصوا من إسماعيل على أية صورة، ثم إنه كان يوفر على البلاد ما حدث بعد ذلك من تعقد في الأمور، كما كان يوفر تلك الملايين الخمسة عشر التي حملها إسماعيل معه عندما خلع، ولكنه لم يكن هناك يومئذ من يقود هذه الحركة، ولذلك فإن مقترحي لم ينفذ وإن حاز القبول، وقد ألقى خلع إسماعيل بعد ذلك عبئا ثقيلا عن كواهلنا وعم الفرح، ولكن لو أنا فعلنا ذلك بأنفسنا لكان أفضل؛ إذ إننا كنا نستطيع أن نتخلص من أسرة محمد علي كلها، فإنه لم يكن فيها حاكم صالح إلا سعيد، وكنا نستطيع أن نعلن إقامة جمهورية، وقد اقترح الشيخ جمال الدين على الشيخ محمد عبده أن يقتل إسماعيل عند كوبري قصر النيل ووافقه محمد عبده على ذلك.» •••
ومن هذا الذي ذكره عرابي يتبين مبلغ حنقه على إسماعيل، ولولا أن سعيدا كان يعطف على المصريين حقا وأن إسماعيل لم يكن يبدو منه ما كان يبدو من سعيد من مظاهر هذا العطف، لجاز أن يتهم عرابي بأنه يحب سعيدا ويبغض إسماعيل متأثرا بدوافع شخصية.
أما عن اتهام عرابي وزميليه في هذا الحادث، فإن عرابيا يورد له سببا، فهو يتهم إسماعيل بأنه كان المحرض على هذه الفتنة ليتخلص من الوزارة الأوروبية، ولكي ينفي عن نفسه الشبهة، فإنه اتهم هؤلاء الضباط الثلاثة بأنهم مدبرو الحركة.
يقظة ونهوض
অজানা পৃষ্ঠা