إذن فالأمر ليس إشفاقا، ولا هو بتشجيع.
جاءت من بعيد ورآها فراح يجري إليها بكل قوته وهي قوة عاتية. وما كان في حاجة إلى الجري فقد كان مناها أن يقبل إليها ولو إقبالة وانية هينة. وإنها لمنتظرة وإن استغرق خطوه إليها عاما وأعواما. - ماذا تريدين يا نبوية؟
ودون أن تفكر لحظة: أريد أن أتزوجك.
ومادت به الأرض بما حوت وصاح: أنا بذراع واحدة يا نبوية.
وصاحت هي أيضا به: وهل هذه جديدة علي؟!
وفي تعجب حزين: ألم ينقطع حبك لي حين انقطع ذراعي؟
وأجابته في قوة حاسمة: ومن قال لك إني كنت أحب ذراعك؟
ويطأطئ رأسه: لم أصبح إنسانا كاملا.
ويعلو صوتها وهي تقول: ومن قال لك إن الإنسان ذراع أو ساق؟ إن الإنسان قلب وحنان ورجولة وإصرار. أحببتك بعد أن فقدت ذراعك أضعاف أضعاف ما كنت أحبك من قبل، وأحببتك حين أمرتني ألا أجئ إليك في الغيط أضعاف أضعاف ما أحببتك بعد أن فقدت ذراعك. وهدان، إذا لم تتزوجني فلن أتزوج طول عمري.
وتزوجا.
অজানা পৃষ্ঠা